- حسب ما اظهره عدد من مُعارضي الثورة الاسلامية، ان الشاه فرح عندما اِطّلع على دخول الامام الى باريس، ذلك، انه تصور ان الامام ذهب الى الكتلة الغربية وهو (اى الشاه) تابع للغرب، فيستطيع ادّعاء لجوء احد ابرز معارضيه الى الغرب... اضافة الى تعرض الامام، لأستهزاء وتهميش من جانب الاعلام الغربي (الشفاف!)، بالنسبة لموافق سماحته التي كان الشاه يعتبرها متحجرة. رغم ذلك فالشاه كان قلقاً مما قد تؤدي اليه كلمات الامام (قدس سره) بانتشارها البالغ، الى ان تترسخ الثورة اكثر فاكثر، حيث طلب من الحكومة الفرنسية تقييد عمل الامام (قدس سره)، وقامت فرنسا على اثر ذلك بالأيعاز الى المقربين من الامام، انه لايحق لسماحته اصدار بيانات او القيام بلقاءات صحفية. اِلاّ ان ذلك لم يقع! والسبب يعود إلى النجف الاشرف.. فقد اوضح المرحوم السيد احمد قائلاً: بعد اللقاء الصحفي مع الامام الذي اجرته صحيفة (لوموند) في النجف الاشرف، انهارت طلبات كثيرة من الصحف والمجلات والاذاعة والتلفزيون من دول مختلفة لاجراء مقابلة او لقاء صحفي، مما كان يدل على عطش الرأي العام العالمي، للأطلاع على اوضاع ايران وكذلك ابعاد فكر الامام. كان لقاء صحيفة (لوموند) صريحاً وجاداً الى درجة انه قلب ماكان يتصوره الرأي العام العالمي عن ايران، كونها جزيرة هدوء واستقرار، قلب ذلك رأساً على عقب. كان الكل متعطشاً لمعرفة كيف ان الامام الجالس في غرفة مساحتها 2×3، يتحدث عن انفجار عظيم ويبشّر بثورة اسلامية كبيرة!. دولتان كانتا، ترتعد فرائصهما اكثر من سائر الدول وهما: ايران والعراق!، لأن الامام(قدس سره) كان مرشداً للثورة ومُوَجّها لها وهو في العراق! فقد اوعز العراقيون بِأن الامام لايحق له اي لقاء صحفي واذا كان لابد منه فيجب ان يتم بعلمهم!... تزامناً مع هذه الضغوط، تم قبول لقاء مع الاذاعة والتلفزيون الفرنسي. علمت السلطات العراقية بذلك قبل مجيئ مجموعة المراسلين الفرنسيين الى العراق واعدّت نفسها بكافة ما تملك من وسائط لمنع ذلك!... لكن وبالاتفاق مع اصدقائي الأعزاء الذين ابلغتهم بذلك، اتفقنا على ان يجري اللقاء بحذافيره دون علم السلطات (العراقية)!. وضع رجال الامن العراقي الشارع والزقاق الذي يقع فيه منزل الامام (قدس سره) تحت سيطرة كاملة، فقمت بابلاغ احد الاوربيين لِيُطْلِع المراسلين بالحركة من مسار لاتتواجد فيه قوى الامن، وان يتم دخولهم الى منزل الامام من باب آخر، من ابعد زقاق في النجف الاشرف. ترك المراسلون اجهزة التصوير في الشارع لثقلها ولوجوب ادخالها المنزل عن طريق الشارع الرئيسي! عندما اُدخلت الاجهزة الى البيت وبعد اطلاع رجال الامن على ذلك.. دخلوا البيت محاولين منع اللقاء... حيث اقفلنا الباب عليهم! واصبحوا سجناء عندنا لاحول لهم ولاقوة! ولم يُسعِفهم ماقاموا به من توسل لأخلاء سبيلهم! وعند اتمام اللقاء ترك المراسلون المنزل.. بعدها، فتحنا الباب، فتسارع رجال الامن للخروج!. وصلتنا اخبار بعد ذلك تدل على اعتقال المراسلين.. اِلاّ انهم استطاعوا ارسال الاشرطة بطريقة ما!.. على خلفية ماوقع، ارتفعت درجة التضييق على الامام (قدس سره) وتقييد اعماله وتحركه، حيث ادّى ذلك الى مغادرة الامام، الى الكويت ومن ثم الى فرنسا.
منعت الحكومة الفرنسية نشر اللقاء المذكور، اضافة الى عدم السماح لاجراء اي لقاء آخر!.. لم تحن الفرصة للأذاعة والتلفزيون الفرنسي لبث اللقاء بعد.. في هذا الخضم، في يوم من الايام نشرت صحيفة (فيكارو) ذلك! واطلّعنا على ان الصحيفة اشترت اللقاء من الاذاعة والتلفزيون بما يعادل مبلغ خمسمائة الف تومان (آنذاك)!.. اِن لما بدأ به الامام (قدس سره) من لقاءات، حكاية رائعة! بدأت اللقاءات بصورة مفاوضات!.. لم تكن على شكل سؤال وجواب، بل ان رؤساء تحرير (لوموند) او (فيكارو) يأتون الامام (قدس سره) ويتحدثون معه ومن ثم ينشرون ذلك! ويقولون: ان هذا ليس ماتمنعه الحكومة!... حيث ادّى وعلى اثر (ضغط وطلب) الرأي العام الفرنسي، الى تراجع الحكومة الفرنسية واعلان حرية اللقاءات!
د.سيد حمود خواسته –بتصرف عن صحيفة الامام ف. ج 3 ص 467-466
قسم الشؤون الدولية.