على الرغم من أن نوفل لوشاتو قرية صغيرة وهادئة، إلاّ أنها تعتبر في تاريخ ايران رمزاً لثورة عظيمة .. أن هذه القرية التي تقع على بعد 35 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة باريس، كانت آخر مقر للامام الخميني قبل عودته المنتصرة الى ايران في الثاني عشر من بهمن عام 1357 شمسي (الاول من شباط عام 1979).
إثر ضغوط النظام الشاهنشاهي المتزايدة الذي كان يخشى من النشاط السياسي للامام الخميني في النجف، اضطر سماحة الامام الى مغادرة مدينة النجف يوم 12 مهر 1357 متوجهاً الى الكويت، إلاّ أن الحكومة الكويتية واستجابة لرغبة الحكومة الايرانية حالت دون دخول الامام أراضيها مما اضطره في النهاية التوجه الى باريس. وفي الرابع عشر من مهر وصل قائد الثورة الايرانية الى باريس، وأقام في منزل أحد الايرانيين في محلة كشان. غير أن موقعية المنزل والحشود الكبيرة التي كانت تأتي للقاء الامام وأمور أخرى، أدّت الى أن يطالب سماحة الامام بتغيير مكان إقامته. ولم يمض سوى يومين حتى رحبّ السيد الدكتور عسكري من الايرانيين المقيمين في نوفل لوشاتو بحرارة بإقامة الامام الخميني في منزله، ليتولى قيادة الثورة الايرانية من هناك.. استغرقت إقامة سماحة الامام في هذه القرية أربعة أشهر تقريباً (116يوماً)، ويعتقد الكثيرون – وهو الحق – أن هجرة الامام الى باريس تركت تأثيرها الايجابي الكبير على مسيرة الثورة.