مدينة "خمين" المسماة ب "كمره" سابقاً تقع في ملتقى الجبال والصحراء , من الشمال تحدها مدينة "أراك" و"كلبايكان" جنوباً و "اليكودرز" غرباً و "محلات" شرقاً. مساحتها 2025 كم مربع وترتفع بمقدار 2073 عن مستوى البحر و يبلغ عدد سكانها 120 ألف نسمة حسب الإحصاء العام لسنة 1375 هـ.ش.
المدينة معروفة بهذا الاسم أو بأسماء مختلفة منذ سنين طويلة في النصوص التاريخية بصورة واضحة. ولكنها اليوم تضم قرىً كثيرة في ضواحيها وذلك بسبب اتساع هذه المدينة شيئاً فشيئاً, ومن هذه القرى: شهريار, شاهين, دامبره, حبيب آباد, عباس آباد, فيروزآباد و محسن آباد.
تعد مدينة خمين من توابع المحافظة المركزية على أساس التقسيمات الإدارية للبلاد وتبعد عن حدود المحافظة 7 كيلومتر وعن طهران 290 كيلومتراً.
السيد أحمد هو أحد أحفاد السيد دين علي شاه, سافر إلى مدينة النجف والتي تعتبر من أهم وابرز الحوزات العلمية الشيعية وذلك لرفع مستوى معارفه الدينية. وبعد أن اجتاز مراحل متعددة في تهذيب نفسه ودراسة العلوم الإسلامية و إثر تلقيه دعوة من رجل ريفي طاهر القلب اسمه "يوسف" والذي كان في زيارة للعتبات المقدسة في النجف الأشرف, عاد السيد أحمد إلى المنطقة المركزية في إيران.
نظراً للجهود المستمرة في نشر تعاليم الإسلامية وبناء أسرة حميمة, هذه الأمور قادت السيد أحمد الى أن يقرر الإقامة الدائمة في مدينة خمين ولهذا فقد اشترى عمارة بتاريخ 15 ربيع الثاني سنة 1255 هـ.ق. الموافق لسنة 1213 هـ .ش.
ارتحل السيد أحمد أواخر سنة 1243 هـ . ش. و ترك ابناءاً صالحين منهم وأصغرهم سناً السيد مصطفى(1236- 1278) هـ .ش. الذي أنهى دراسته الابتدائية على يد الميرزا احمد والحاج ملا حسين خوانساري ثم توجه إلى مدينة اصفهان ومنها إلى النجف الاشرف لمواصلة دراسته و تحصيله العلمي.
تزوج السيد مصطفى من كريمة السيد ميرزا أحمد خوانساري وكانت حصيلة هذا الزواج ثلاث بنات وثلاثة أولاد وهم على الترتيب التالي: مولود آغا, فاطمة, مرتضى, نور الدين, آغازاده خانم, روح الله. نال السيد مصطفى درجة الاجتهاد ولقب بحجة الإسلام وفخر المجتهدين.
مواجهاته ومعارضته المستمرة للحكام الخائنين والظالمين في منطقة خمين أدت إلى استشهاده على يد هؤلاء وذلك بتاريخ 12ذي القعدة سنة 1320 هـ . ق.والمصادف لـ 21 بهمن سنة 1278هـ. ش. عندما كان في طريقه من أراك إلى خمين. ويقع مرقده الطاهر في النجف الاشرف كأبيه المكرم السيد احمد.
وُلد السيد روح الله الخميني وهو اصغر أبناء السيد مصطفى بتاريخ 20 جمادى الثانية سنة 1320 هـ.ق. المصادف سنة 1279 هـ . ش. في مدينة خمين. وفي سجلات الحكومية الرسمية نجد اسمه روح الله ولقبه مصطفوي. ذاق روح الله طعم اليتم بعد مرور أربعين شهراً و22 يوماً من عمره وبعد ذلك تعهدت بتربيته أمه وعمته. وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره ارتحلت أمه,وبسبب استعداداته الشخصية وتربيته الدينية فقد اعتمد على نفسه ولسنوات عديدة في دراسة وكسب التعاليم الدينية ومواجهة الحكام الظالمين والمستبدين.
هاجر روح الله مدينة خمين متوجهاً إلى مدينة أراك لدراسة وتحصيل العلوم الدينية وهو في عنفوان شبابه. نبوغه وعبقريته في كسب العلوم والمعارف الإسلامية ترك ذكرى جميلة لدى أساتذته.
نال روح الله درجة الاجتهاد وهو في 25 من عمره. وفي سنة 28 - 30 من عمره بدأ بكتابة المؤلفات العرفانية.
قبلت كريمة المرحوم حجة الإسلام والمسلمين السيد ثقفي أن تتزوج من السيد روح الله الخميني وكانت حصيلة هذا الزواج من الأولاد ما يلي:
الشهيد آية الله السيد مصطفى(1309-1356 هـ .ش.)
صديقة المصطفوي(زوجة أية الله اشراقي)
فريدة المصطفوي(زوجة السيد اعرابي)
فهيمة(زهرا) المصطفوي (زوجة الدكتور السيد محمود بروجردي)(1324-1374 هـ .ش.)
المرحوم حجة الإسلام السيد احمد الخميني(ره).
بالإضافة إلى نشاطاته الدينية و دراساته العلمية, بدأ الإمام الخميني معارضة ومواجهة النظام البهلوي وخاصة بعد رحيل آية الله بروجردي وانتخابه كمرجع للمسلمين حيث تعتبر تلك الفترة نقطة انطلاق في حركته.
حاولت حكومة الشاه من ناحيتها عدم الاعتراف بمرجعية الإمام الخميني وبدأت مشروعاً غير إسلامي لتهيئة الأرضية المناسبة للقضاء على الأفكار المذهبية ولكنها جوبهت بمقاومة عنيفة وشديدة من قبل الإمام الخميني مما أدى إلى نفيه إلى خارج البلاد.واستمر الإمام بتصديه ومعارضته للنظام وكانت ثمرة ثورته وجهاده الكبير ان تعلق الشعب الإيراني بالإسلام اكثر مما أدى إلى القضاء على النظام البهلوي وقيام الحكومة الإسلامية الإيرانية.
ارتحل زعيم مسلمي العالم و قائد الأحرار إلى الملكوت الأعلى بتاريخ 14 خرداد سنة 1368 هـ .ش. ولكن وبعد مضي ما يقارب القرنين من الزمن, لا يزال بيت سماحة الإمام الخميني في مدينة خمين موضع تقدير و إعجاب الناس وتعتبر هذه العمارة الواقعة على حافة صحراء إيران المترامية الأطراف ركيزة شعبية و رمزاً لمكافحة الظلم والتمييز العنصري الذي تمارسه الحكومات المستبدة والجائرة.
يمكن ان نلمس بوضوح من منظر أحد الأبراج العالية والذي يقع في زاوية إحدى الفناءات الأربعة, الشعور بالذود عن شعب اعزل كان عرضة لتهديد موجات من الظلم و الإرهاب الرسمي و الشعبي.
اشترى السيد احمد هذه العمارة بتاريخ 15 ربيع الثاني سنة 1255 والتي تبلغ مساحتها التقريبية 4326 متراً مربعاً- من شخص يدعى محسن و هو من أهالي مدينة خمين. تقع هذه الوحدة السكنية ذات الأركان الأربعة في حي "سربل" من مدينة خمين حيث لا توجد عمارة أخرى تضاهيها من الناحية التاريخية.
على خلاف أسلوب بناء المنازل الإيرانية القديمة, فإنه ليست لأية من الفناءات في هذه العمارة دوراً مركزياً يمكن تحديدها من العمارة بنظرة واحدة, ومن خلال نظرة مباشرة لهذه العمارة نلاحظ الأجزاء التالية:
1.جلو خان: قسماً واسعاً على شكل معطوف داخلياً يستقر بجانب الممر والباب الأصلي.
2.قسم الدخول الرئيسي: يقع الباب الرئيسي للمنزل في "بيشخان" وهذا الباب له مصراعان ولكل مصراع عدة أخشاب طولية وضخمة.
3.هشتي: بعد الدخول من الباب الذي يقع قبل الطاق يوجد قسم مغلق تماماً يسمى هشتي.
4.الرواق: بعد ان نجتاز ما يسمى هشتي, نقع في ممر طويل ومظلم و ضيق يسمي دالان والذي يمنع الدخول المفاجئ إلى العمارة.
5.الفناء: مجموعة بيوت تضم أربعة فناءات كبيرة وصغيرة ومفروشة بالأحجار وتحتوي على حديقة صغيرة وغدير للماء. الفناء الداخلي للسيد الحاج مصطفى( والد الإمام والذي اصبح ملكاً لآية الله السيد بسنديدة). والفناء البري للحاج السيد مصطفى وهو مكان خاص للتدريس والجلسات الدينية واستقبال الضيوف. والفناء الذي ورثه الإمام الخميني من أجداده.
6.الغرف: شيدت غرف العمارة بأشكال لها ثلاثة وخمسة أبواب ولها قاعة وتقع هذه الغرف بصورة متفرقة وفي عدة أماكن من العمارة ويستفاد من بعضها في الشتاء ومن بعضها في الصيف.
7.أماكن ليلية: وهذه تقع اسفل قاعة العمارة ولها أربعة أروقة مباشرة ولها طريق إلى الفناء من جانبين ونظراً للسقف الموجود وسرعة مرور الهواء أصبحت هذه الأماكن مناسبة لحفظ الأغذية والاستراحة في الصيف.
8.البرج: يقع البرج في الجانب الشمالي للعمارة وله ثلاثة طوابق. كانت الطبقات السفلى تستخدم لاستراحة الحراس عادة. ارتفاع هذا البرج حوالي 11 متراً ويطل على المدينة بأسرها.هذا البرج كان يستخدم كمؤشر و مركز دفاعي أيضا. إن المخزن والاصطبل والمطبخ تعتبر من سائر أجزاء هذه العمارة.
في الوقت الحاضر تعتبر هذه المجموعة السكنية بمثابة مركز تاريخي و يستقبل على مدار السنة الكثير من الزائرين و المحققين والباحثين بالإضافة إلى محبي و اتباع الإمام الخميني (قدس الله تعالى سره الشريف)