ماهو اصل الـ (كابيتالوسيون)- الحصانة-، الذي تسبب في معارضة الامام الخميني له؟
اجرى موقع جماران الاخباري- الاعلامي وموقع الامام الخميني (قدس سره)، لقاءاً صحفياً مع الدكتور حميد انصاري، قائم مقام السابق لمؤسسة تنظيم ونشر آثار الامام الخميني (قدس سره)، بمناسبة يوم الثالث عشر من آبان. فيما يلي مقتطفات من ذلك:
س- ماهو اصل الـ (كابيتالوسيون)- الحصانة-، الذي تسبب في معارضة الامام له؟
ج- ان مسألة القضاء القنصلي او حصانة المُسائلة القضائية والسياسية لاتباع دولة ما في دولة اخرى، تعود الى فترة الاستعمار والدول الاستعمارية التي كانت تتواجد في مستعمراتها- كان المستعمرون يعتبرون ان ذلك حقاً لهم ظلماً وعدوانا! ويُقال له (حق الدول الكاملة الوداد!)، حيث تمت المصادقة على اتفاقية حوله فيما بعد في فييَنا.. فجذور هذا القانون كما يُسمّى تعود الى فترة الاستعمار، فيحتمي به المسؤولون العسكريون والسياسيون والاداريون التابعون للمستعمرين في المستعمرات للقيام بما يريدون دون الخوف من قضاء تلك الدول لمعاقبتهم او (محاكمتهم)، وكانوا يعتبرون ذلك حقاً لهم! وبعد ان ظهرت الى الوجود تيارات ضد الاستعمار وتنامت حركات التحرير، بطل هذا الحق المُجحف!.
اعتقد، ان الروس، الذين كانوا يحتمون بهذا القانون في بلادنا، قاموا بالغائه قبل انقلاب رضا خان، بسنتين تقريباً... وكذلك بعد مجيئ رضاخان، كما اعتقد، اُلْغيت الحصانة القنصلية والسياسية في ايران في مجلس النواب آنذاك عام 1306 هـ.ش (1927م)، بصورة رسمية. للأسف، في شهر مِهر عام 1343 هـ.ش (تشرين الاول عام 1964م) في مجلس النواب الوطني، حينئذ، وقبله في شهر تير عام 1343 هـ.ش (تموز عام 1964م) في مجلس الشيوخ، بدليل التبعية الشديدة لدولة بهلوي لاميركا وانكلترا، رضخت ايران لما اعلنتهما من مطالب كانت لها دلائل متعددة، من بينها: تربّع الامريكيين على امكنة الانكليز، بالتدريج، بسبب الاحتياطي العظيم للنفط ومنابعه، والموقع الجغرافي الذي تتمتع به ايران، وماخطّطوا له هو تواجد الامريكيين السريع، سواء. بصورة مستشار عسكري، سياسي او اداري ويتم (خلال ذلك) تنمية شركاتهم في ايران، حيث طلبوا من حكومة ايران، تنفيذ هذا الحق! (اي قانون الحصانة). ان هذا الحق ! ضد الانسانية المنسوخ، تمت المصادقة عليه، ثانية، في فترة حكومة اسدالله علم، من قبل الدولة ومَجْلِسَيْ النواب والشيوخ. بظلم وبخيانة نظام الشاه... بالطبع، كانت المصادقة على هذه اللائحة، بصورة سرية وتحت الرقابة بشكل كامل.. ولم يَرَ خبر ذلك النور ابداً! وقد تمت الموافقة عليها خلال جلسات سرية، تماماً.. ولم يُعلن الخبر! اطّلع سماحة الامام الخميني (قدس سره) بطريقة ما، على ذلك.. حيث قام بالقاء خطابه المعروف في الرابع من شهر آبان عام 1343 هـ.ش (26 تشرين الاول عام 1964 م) الذي صادف ذكرى ميلاد السيدة الزهراء عليها السلام. كان يوم 4/آبان المذكور، ميلاد الشاه، ايضاً! حيث يحتفلون به ايّما احتفال!.. فاستغل سماحة الامام الخميني (قدس سره)، هذه الفرصة، وبعد تأكده من المصادقة –على تلك اللائحة، التي تدل في الحقيقة على سند رسمي لبيع استقلال البلاد السياسي والقضائي لصالح الاجانب والحكومة الامريكية، اعتبر انه من واجبه (قدس سره) افشاء هذه المسألة، وخلال رسائل شتى بعث بها الى المدن المختلفة، خلال نداءات اطلقها، اعلن ان اليوم الرابع من شهر آبان، هو، يوم افشاء ذلك، وابتدأ خطابه بعبارة: (انا لله وانا اليه راجعون).. وكما هو الواضح، انه، لاتناسب بين هذه العبارة والذكرى المصادفة لها وهي الاحتفال والميلاد، فقد كانت العبارة اعلان عزاء!.. والقى خطابه التاريخي، الرائع، المُدَوّي، الذي تسبب في اعتقال الامام الخميني (قدس سره) بعد عدة ايام، في الثالث عشر من آبان عام 1343هـ.ش (3 حزيران 1964 م).. ونقلوه الى طهران.. ومن مطار مهرآباد، ابعدوه، بطائرة عسكرية الى تركية.
لذا، فان اول حدث لحركة 13/آبان هو نفي سماحة الامام الخميني(قدس سره) الى تركية. ان الحدث المذكور يُعتبر فترة هامة جداً بعد نهضة 15/خرداد/ 1343 هـ.ش (5 حزيران 1964 م) وكان احد العوامل المحفزة الدائمة في تاريخ نهضة الامام (قدس سره)، للقوى الثورية والمناضلة وكان ذلك، كل عام لتكريم ذكراه، يتحول الى معارضة لنظام الشاه وبصورة جاده ومؤثرة.