في 9 آب 1980م وفي لقاء له مع أعضاء مؤتمر تحرير القدس، وممثلي منظمات التحرير العالمية ألقى الإمام الخميني خطاباً قال فيه:
إن حل جميع القضايا والمشاكل التي تواجه العالم الإسلامي مرهون بيقظة الحكومات الإسلامية ورجوعها إلى الإسلام وترك القومية العربية جانباً، والتركية وغيرها. وإن لم تفعل الحكومات ذلك فستبقى المشكلة باقيةً إلى أن تصبح باقي الدول كايران، فعلى الشعوب أن تقوم بذلك بنفسها كما فعل الشعب الإيراني الذي حل هذه المشكلة بالقوة.
بحسب موقع الإمام الخميني ، فيما يلي نص خطاب الإمام الخميني:
العودة إلى الإسلام مفتاح حل مشاكل العالم الإسلامي
مشكلتنا في الحقيقة هي الحكومات ومشكلة العالم الإسلامي هو حكوماته الحالية. علينا حل هذه المشكلة والحل هو يقظة هذه الحكومات ورجوعها إلى الإسلام وترك القومية العربية جانباً، والتركية وغيرها. وإن لم تفعل الحكومات ذلك فعلى الشعوب أن تقوم بذلك بنفسها كما فعل الشعب الإيراني الذي حل هذه المشكلة بالقوة. إن هذه الحكومات لن تفعل أي شيء ولا يجدر بنا أن نتوقع منها أن تفعل شيئاً ما، فهي لا تفكر إلا بنفسها وبإحكام قبضتها على السلطة ولا تهتم بالإسلام أبداً. وعندما يتحدث هؤلاء عن الإسلام فان هدفهم هو تضليلنا وإغوائنا. إسلام صدام كإسلام محمّد رضا خان وكإسلام السادات وهو إسلام لفظي لا غير. لقد هاجم صدام دولتنا. لماذا؟ لأن إيران دولة إسلامية. والآخر يتحالف مع الأعداء لضرب المسلمين. أهكذا الإسلام أيها السادات؟ أهكذا الإسلام يا صدام! ألم تزعم أنك مع الشعب الإيراني فكيف تمطره بالقذائف والنيران أهذا هو الإسلام! إنه إسلام أمريكي وسوفيتي أليس كذلك! لنرجع إلى الإسلام المحمّدي الحنيف وإلا ستبقى مشاكلنا جاثمة على صدورنا ولن نتمكن حينها من حل القضية الفلسطينية والأفغانية وغيرها.
إذاً فالحل هو الرجوع إلى الإسلام المحمدي، فإن فعلت الحكومات ذلك فخير، وإن لم تفعل فعلى الشعوب إجبارها على ذلك. وإلا ما الفائدة من التظاهر في يوم القدس وغيره وتشكيل المؤتمرات وإلقاء الكلمات على المنابر والتي لا تغير في الأمر شيئاً «طبعاً لها أثر لا بأس به ولكنا اليوم صرنا نبخل بالكلام والتظاهر أيضاً». لو تظاهرت جميع الشعوب الإسلامية وخرجت إلى الشوارع في يوم القدس لما تمكنت تلك الحكومة الحمقاء من إلغاء التظاهر ومنع الشعب من الخروج للشوارع. إن لهذا التظاهر المليوني والعالمي أثر كبير في حل قضية القدس وبقية القضايا الإسلامية.
فلقد طردنا محمّد رضا خان بالمظاهرات، والهتافات، وترديد الشعارات. أم ظننتم أننا طردناه بفعل البنادق؟ لقد فر وفر جميع رجاله لكثرة الأثر الذي خلفه شعار الله أكبر والذي ملأ قلوبهم هلعاً وخوفاً. إن لرفع راية الإسلام وترديد الشعارات الإسلامية فائدة عظيمة وذلك بشرط أن يشارك الجميع بها وليس بشكل إفرادي.
ففي إيران انطلق شعار الله أكبر من كافة المدن والمناطق الإيرانية في وقت واحد. وليس من طهران وقم والأهواز فقط. ولو أمر الحرس الجمهوري أن يرفع شعار الله أكبر في كل مكان لأطاع الجميع ذلك. هل كان من الممكن حدوث هذا قبل قيام الثورة الإسلامية؟ إن الشعب اليوم وبكافة شرائحه ينتظر إشارة أو أمراً من أحد المدرسين الحوزويين في قم ليسرع في إجابته. على كافة شعوب العالم أن تتعلم من الشعب الإيراني وتحذو حذوه وأن تعتبر هذه الأوامر بمثابة أوامر إلهية كما يحدث في إيران تماماً. وفي النهاية أتمنى من الشعوب كافة أن تجعل من الشعب الإيراني نموذجاً تقتدي به.
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج13، ص: 75-71