ان طريقة تحقق الثورة الاسلامية، لامثيل له، وبشكل تام، استثنائي ومختلف عن طريقة انتصار الثورات الاخرى. فنوعية الثورات الحديثة تتمثل عادة بالعنف والاشتباكات المسلحة والعسكرية. فالثوّار، يشكّلون مجموعات من المناضلين والمقاتلين، مستخدمين الاسلحة والى حد يرتبطون بدولة او بعدة دول اجنبية، اما، في الثورة الاسلامية الايرانية، ليس، فقط، لم تكن كما ذُكر اعلاه، بل وعلى العكس من ذلك. فقد اكدت قيادة الثورة، من ناحية، بشدة، على ان طريقة كفاحنا، هي توعية الشعب وليس اللجوء الى السلاح، اللهم الاّ عند الدفاع والاضطرار، ومن ناحية اخرى، عرض شعار لاشرقية لاغربية. ان المنظرين والساسة الغربيين، عندما ارادوا التنبؤ بالظروف التي ادت الى الثورة الاسلامية، كانوا مضطرين للاستعانة بالمقاسات المعمول بها... لكنّ تلك المقاسات،تلاشت لم يكن اثر لها فيما يتعلق بالثورة الاسلامية! فلا الثورة مرتبطة بدولة اجنبية ما، ولا للسلاح فيها مكان، ايضاً!