اعلن رئيس الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف ندمه لعدم تنفيذ وصية مؤسس النظام الاسلامي في ايران - مفجر الثورة الاسلامية في العالم الامام الخميني (قدس سره) الذي حذره من تبعات وقوعه في الفخ الذي نصبه له الغرب، وقال لصحفي بعد حوالي ۱۲ عاماً من رسالة الامام الراحل اني أتأسف لعدم تفهمي لتلك الرسالة آنذاك كي لايقع الاتحاد السوفيتي في هذا الوضع .
وفي الذكري السنوية لإرسال الامام الخميني(قدس سره) رسالة الي آخر رئيس للاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف في الأول من كانون الثاني عام ۱۹۸۹ التي أكد فيها ذلك المرجع الديني والمصلح الاسلامي الكبير الامام الخميني، احتضار الشيوعية وضرورة تجنب روسيا من الاعتماد علي الغرب حيث جاء انتشار هذه الرسالة وتحذير الامام الراحل في وقت كان الاتحاد السوفيتي لايزال قائما ويحافظ علي قوته ولم يتم هدم جدار برلين الذي كان يرمز الي فصل الشرق عن الغرب.
وجاء تحذير الامام الخميني في حين كانت السيادة الشيوعية تحكم الجمهوريات الاعضاء في الاتحاد السوفيتي حيث أشار ذلك العبد الصالح (قدس سره)الي أن العالم سوف يسمع في وقت قريب صوت تهشم عظام الشيوعية وحذره من الاعتماد علي الغرب لحل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها هذا الاتحاد ورغم أن غورباتشوف رد علي هذه الرسالة بإحترام وأدلي ببعض التوضيحات الا ان ماحدث كان تكهن الامام الراحل ما أدي الي الاعتراف بقضيتين الاولي عدم تفهمه الصحيح لرسالة الامام الراحل والثانية عدم تنفيذ وصية ذلك المصلح العظيم التي اعتبرها الرئيس السوفيتي السابق أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي.
وأعرب غورباتشوف عن أسفه لو أنه كان يزيد من اهتمامه بتلك الرسالة التاريخية ويعمد علي اصلاح نهجه لما واجهت بلاده هذا المصير المشؤوم.
ورغم أن رسالة الامام الراحل كانت موجهة للتكتل الشرقي الا انها لاتزال تحافظ علي قوتها ويمكن اعتبارها عبرة للأنظمة والقوي والدول التي لاتزال تدير شؤونها بالفكر المادي وتتجاهل الايمان بالمطلق وآثاره في تلبية الاحتياجات المادية والمعنوية للانسان وأن عدم الايمان بالله سبحانه وتعالي لن يأتي الا بالفناء والسقوط كما حدث للاتحاد السوفيتي السابق. ومن العبارات الجميلة الملفتة للنظر التي كتبها الامام الخميني (قدس سره) في رسالته الي غورباتشوف والتي سلمها اياه آنذاك آية الله الشيخ جوادي آملي، هي عندما خاطبه قائلا: جناب السيد غورباتشوف انه من الواضح هو أنه يجب البحث عن الشيوعية من الآن فصاعدا في متاحف التاريخ السياسي للعالم وذلك لأنها لاتلبي أي حاجة من الاحتياجات الحقيقية للانسان حيث أنها مدرسة مادية ولايمكن ادارة شؤون البشرية عبر هذه المدرسة ولن يستطيع أحد أن ينقذ البشرية من أزمة عدم الايمان.
وحذره الامام الراحل في رسالته التاريخية، من مغبة الاتجاه نحو الاقتصاد الرأسمالي الغربي، بقوله: اذا كنت تريد أن تحل عقد المشاكل الاقتصادية الاشتراكية والشيوعية من خلال التوجه نحو الغرب فإنك لن تحل أية مشكلة لمجتمعك بل ستواجه مشاكل اخري لأن الغرب هو الآخر يواجه حاليا نفس المشاكل ولكن بشكل آخر.
ودعا الامام الخميني (قدس سره)الرئيس السوفيتي الاسبق غورباتشوف الي تغيير وجهة نظره في الشؤون السياسية وارشاده في الوقت ذاته الي عالم الايمان وعدم مقارعته القيم السماوية من خلال اجراء دراسة معمقة علي الدين الاسلامي الحنيف لحل مشاكل مجتمعه حيث أن هذا الدين بإمكانه حل مشاكل البشرية كافة.