إنما يتم تعجيل الفرج بالعمل والجهاد، وتهيئة جماعة المؤمنين، وتوفير الأرضية المناسبة لظهوره وقيادته، لابالجلوس والانتظار السلبي:«عندما يتصدى الإنسان إلى الظلم ليمنع انتشاره ستكون له أهمية كبيرة. إننا مكلفون أيها السادة، ليس صحيحاً أن نجلس في بيوتنا ونأخذ بأيدينا مسبحة ونردد دعاء "عجَّلَ الله فرجه" زاعمين بأننا ننتظر ظهور إمام الزمان – سلام الله عليه- إنَّ التعجيل في الفرج سيتم بأعمالكم، عليكم أنتم توفير الأرضية المناسبة والإعداد للمِّ شمل المسلمين ووحدتهم. وسيظهر – روحي فداه- إن شاء الله».[1]
لقد أحياء الإمام الخميني (قدس سره) روحية، الجهاد في الأمة، وحفلتْ مواقفه بالدعوة إليه، بما ينسجم مع رؤيته في الدفاع، فرفض تسلُّط الشاه وظلمه ودعا إلى مواجهته السلمية بالكلمة والوحدة والتظاهرات. ورفض التدخل الاستكباري الأمريكي، ودعا إلى رفض قانون الحصانة القضائية للأمريكيين، وضرورة طردهم من البلاد، وشجَّع الطلاب الذين احتلوا السفارة الأمريكية لإيقاف تدخلها بحق الشعب الإيراني. ورفَضَ الاحتلال الإسرائيلي ودعا إلى مقاومته وبذل الأموال والأنفس لتحرير القدس وفلسطين، وضرورة مؤازرة المسلمين الفلسطينيين في قضيتهم المحقة، رافضاً التسويات المذلة. وأمر بمواجهة الغزو العراقي للأراضي الإيرانية مهما كلَّف الثمن، فهو واجب كفائي على جميع الإيرانيين لتحرير أرضهم.[2]
دور الشباب
وبما أنَّ الشباب يمثلون حركة التغيير في المجتمع، وهم الذين يحدِّدون المؤشر العام باتجاه المستقبل، فإنْ كانوا صالحين أصلحوا، وإنْ كانوا فاسدين أفسدوا، وإنما يتمُّ رصد المجتمع بحسب حالة الشباب فيه.
وهكذا ثمَّنَ الإمام الخميني (قدس سره) دور الشباب، ونسب إليهم المنَّة والفضل بنجاح الثورة والمحافظة على منجزاتها، فهم بغالبيتهم من عامة الشعب الذين لم يفروا إلى الخارج، ولم تأسرهم مصالحهم وأنانياتهم: «إنَّ لكم أنتم أيها الشباب المنَّة والفضل علينا، فقد منتم أنتم ايها الشبان المنحدرون من عامة هذا الشعب، لا من الفئات التي ضيِّعت كل ما لدينا، ولا من اولئك الذين فروا الى الخارج، أو انهم كانوا هنا لكنهم نهبوا اموال هذا الشعب، أنَّ لكم الفضل والمنَّة علينا».[3]
[1] الشيخ نعيم قاسم، الامام الخميني(قدس سره) الاصالة و التجديد، ص 276 و 277.