صرح الشيخ محمدرضا خسروي، امين المؤتمر العالمي "القرآن في سيرة وفكر الامام الخميني(قدس سره)" خلال لقاء له مع (ايكنا)، قائلاً:
عندما يُذكر اسم الامام، فانّ الاذهان تتجه الى الثورة وتأسيس الجمهورية الاسلامية، مما يبعث على ان الامام (قدس سره)، لم تكن له مكانة اخرى، في حقول اخرى، مسوى مقارعة الاستكبار والاستبداد!.. في الوقت الذي كان فيه انبثاق الثورة وتشكيل الجمهورية الاسلامية، وهو عمل عظيم بحد ذاته ومحيّر للعقول، كان احدى ميّزات وتراث وجود الامام... وليس كل ما يتعلق به! فمما قام به سماحته من تحديث في علم الاصول، علم الفقه، علم الأخلاق والتربية وعلم الكلام، لايخفى على احد من الباحثين والدارسين.. وذلك، لم يُعرض في البلاد، الاّ قليلاً! مماجعل الكثير من الباحثين، ينتحون الجهة السياسية للأمام(قدس سره) فقط! باعتقادهم انّ كل ماقام به سماحته، ذو صبغة سياسية!.
اضاف خسروي: كان الامام يطرح في كتاباته، اسئلة عديدة حول القرأن، مثل: ماهية الكلام الالهي، وهل يستطيع الفكر الانساني ان يدرك ذلك؟ وما هو هدف نزول القرأن... وماهو واجب اتباع القرأن في هذا المسار؟... انّ القرأن الذي يُكتب بخط جميل، ويُقرأ بصوت جميل ويُطبع بشكل جميل ويُكْرم باحترام ظاهري... وهكذا يُعامَل، ليس فقط لايُغيّر احداً، بل يتحوّل بنفسه إلى حجاب يمنع الأنسان طوال حياته من الوصول الى مقصده وهو معرفة الله تعالى! وقد ذكر الامام (قدس سره) مثالاً لذلك... اذا مرض انسان واعطاه الطبيب فاتورة دواء غالية لشراء مايحتاجه لمرضه، وبدل أن يستعمل الدواء، يجعل الفاتورة في اطار جميل، لينظر اليها باستمرار ويلتذ بذلك! فهل يشفى من مرضه؟ كلاّ ... ان انتظاره للشفاء باطل ولاقيمة له!.
قال خسروي معلقاً: الحقيقة هي هذه.. فطباعة القرأن ونشره بأحسن واجمل طريقة ممكنة، لا تحوّل كذّاباً الى انسان صادق! ولايمكنها ازالة الأتهامات و الافتراءات!
واشار خسروي الى نظر الامام(قدس سره) حول المفسرين، قائلاً: الشيء الرائع، هو ان سماحته يوّجه انتقاداً لاذعاً لكل المفسرين! حيث يقول: انّ اكثر ماكتبه المفسرون ليس تفسيراً! التفسير هو ازاحة الستار عن هدف القائل وهو الله تعالى، فهل انّ هدف الخالق من نزول القرأن هو تعريف المسلمين بالمحسنات الادبية وجمال الالفاظ؟.. هل انّ الهدف الرئيسي الوحيد من التحديث هو تشريع القوانين الأجتماعية والاقتصادية والاخلاقية والنظام الاجتماعي؟.. هل انّ الهدف الرئيسي هو معرفة الله تعالى و صياغة الانسان الكامل؟... التفسير هو، اننا، بعد كل آية وسورة، نصل الى اشعاع من معرفة الله تعالى، و نخطو نحو تهذيب النفس... فاذا كان غير ذلك، فالتفسير، ليس تفسيراً!.. التفسير، اذن، يجب ان يكون في المسار المذكور.
قسم الشؤون الدولية- بتصرف