اعلن قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي ان الادارة الاميركية لم تف بوعودها في الاتفاق النووي وان الدول الغربية وحلفائها مازالوا يخلقون المتاعب لنا في المعاملات المصرفية ويعرقلون عملية اعادة ثرواتنا الموجودة في الخارج.
وفي كلمته بالصحن الرضوي الشريف بمدينة مشهد المقدسة اليوم الاحد تزامنا مع بدء العام الايراني الجديد قال قائد الثورة، عندما نحقق في الامر نجد انهم (الدول الغربية) يخشون من اميركا ويقولون اننا نرفع الحظر ويرفعون ذلك على الورق ولكنهم يعملون بشكل بحيث لا نجد ابدا اي اثر لرفع الحظر.
واضاف : ومن هنا فان من يعقدون الامل على الحوار مع اميركا والتوصل معها الى نقاط اتفاق يغفلون عن حقيقة اننا يتعين علينا الالتزام بجميع تعهداتنا ولكن الطرف الاخر يحاول بشتى الاساليب الخداع والتنصل عن الالتزام بتعهداته وهذا ما نراه بام اعيننا وهو الخسارة المحضة.
وحذر قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي الخامنئي من ان سياسة الاستكبار ولاسيما سياسة الادارة الاميركية تهدف الى بث فكر معين في اوساط الشعوب انطلاقا من الوسط النخبوي للمجتمع والانتقال تدريجيا الى الراي العام .
وتابع قائد الثورة بان السياسة التي يتطلع اليها الاستكبار هي الايحاء بان الشعب الايراني قد بات على مفرق طرق ولاخيار له الا بانتخاب احد طريقين. وان الطريقين هما عبارة عن المساومة مع اميركا والثاني تحمل الضغوط الاميركية المتواصلة والمشاكل الناجمة عن ذلك .
واوضح سماحته انه بالطبع هناك من في الداخل يؤيدون هذا التفكير ويحاولون حث الاخرين على قبوله ويبررون ذلك بالقول ان ايران تمتلك طاقات اقتصادية كبيرة وان الهدف من الاتفاق هو ان تتمكن ايران من استثمار هذه الطاقات الاقتصادية الكبيرة هذا في الوقت الذي لايعد هذا الاتفاق كافيا وهناك قضايا اخرى يحتاج البت فيها الى قرار الشعب والحكومة.
وأشار قائد الثورة الاسلامية الي الازمات والاضطرابات التي يشهدها الشرق الاوسط موضحا أن الأمريكان يعتبرون حل هذه المشكلة يكمن في التفاوض معهم أو القبول بما يفرضه الجانب الامريكي.
وتابع سماحته قائلا " ان الأمريكان يريدون أن يقولوا لنا أن حل الخلافات رهن بغض الشعب الايراني المسلم الطرف عن مبادئه والتخلي عنها والالتزام بما يمليه الجانب الامريكي فيما يبقى الطرف الآخر على مواقفه وعدم الالتزام بتعهداته ووعوده".
وأكد أن امريكا تريد تكريس هذا المفهوم لدى الرأي العام وضرورة عدم دعم الشعب الايراني للشعوب الاسلامية المستضعفة بناء على أحكام الاسلام وغض الطرف عن قضية فلسطين وعدم دعم المقاومة الاسلامية في المنطقة وعدم الدفاع عن المظلومين مثل شعوب فلسطين والبحرين واليمن.
وتابع قائلا " ان مايريده الامريكان هو تخلي ايران عن مبادئها حتى عدم تعزيز قوتها الدفاعية لذا فإنهم يوجهون الاحتجاجات المتكرره لطهران ويحتجون على تعزيز بنيتها الدفاعية بما فيها تقوية دفاعاتها الصاروخية".
وشدد سماحته على أن أمريكا تريد عدم التزام ايران بالأحكام الاسلامية في قوانينها ويبلغ بها الأمر الى الاحتجاج على مجلس الشورى الاسلامي لمصادقته على قوانين اسلامية وانتقاد مجلس صيانة الدستور لمعارضته الاحكام التي تتعارض مع الاسلام واوضح قائد الثورة قائلا أنه اذا ارادت ايران الخلاص من شر امريكا فإن عليها التخلي عن الاسلام وهذا ما لايريده الاسلام.
وأشار الى الاتفاق النووي وقال " ان الامريكان لم يلتزموا بما وعدوا به وتخلفوا عن تنفيذه حيث وضعوا العراقيل في طريق اعادة الارصدة الايرانية المجمدة في الخارج بسبب خشية الدول من أمريكا حيث أصبح موضوع الغاء الحظر ضد ايران مجرد حبرا على ورق دون التزام.
وشدد قائد الثورة علي أن ايران الاسلامية لم تحرر البلاد من قبضه الأمريكان فحسب بل اصبحت مصدر تشجيع للدول الاخرى مثل دول المنطقة وخارجها التي ترفع شعوبها شعار /الموت لامريكا/ وتحرق العلم الامريكي.
واشار سماحته الى ان محاولات اضعاف العقائد تعد من الحربات التي استخدمها العدو للهيمنة على البلاد عبر زعزعة الثقة بالنفس جراء الانبهار بالبريق الغربي وقال ان الثورة الاسلامية جاءت لتحول ذلك الى الثقة بالنفس وبالقدرات الوطنية.
وتابع ان الحربة الاخرى التي استخدمها العدو هي فصل الدين عن السياسة وقد عملوا على اقناع الجميع بضرورة عدم تدخل الدين في النظام الاجتماعي والسياسي هذا في الوقت الذي كان ولادة الاسلام في الصدر الاول على اساس نهج سياسي حيث بادر الرسول الاكرم (ص) في بداية البعثة الى تشكيل حكومة اسلامية في المدينة المنورة . وقد تمكنت الجمهورية الاسلامية من كسر حربة العدو هذه .
واوضح سماحته ان العدو المتمثل بالادارة الاميركية يقول انه ليس بالعدو ويوجه رسالة لنا بمناسبة النوروز ويبدي حرصه على الشباب ويحاول خداع الشباب وفي المقابل يواصل الحظر على ايران وتعمل وزارة المالية الاميركية باساليبها الخاصة على منع الشركات الكبيرة والمصارف الكبيرة من التعاطي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وهذا هو العداء المحض .
وافاد قائد الثورة انهم لم يعرفوا الشعب الايراني بعد فالشعب الايراني الواعي يعرف عدوه فالشعب الايراني ليست لديه مشكلة مع الشعب الاميركي ، بل عداؤه مع ساسة اميركا الحاليين .
وافاد بان اميركا تعادينا لاسباب واضحة فساسة اميركا نكثوا عهودهم في قضية الاتفاق النووي وهددونا بالوان اخرى من الحظر وان وزير الخزانة الاميركي يعمل ليل نهار لمنع ايران من استثمار نتائج الاتفاق النووي ويهددون ايران بشكل مستمر هذا في الوقت الذي تتوجه اميركا لاجراء انتخابات رئاسية بعد تسعة اشهر حيث ستاتي حكومة جديدة ولاضمانات لالتزامها بما قطعته الحكومة الحالية من عهود بسيطة لاسيما واننا نشاهد المرشحين للرئاسة الاميركية يتسابقون على الاساءة لايران وعندما نقول ان اميركا عدوة ينزعج البعض من ذلك.
واكد قائد الثورة الاسلامية ان الشعب الإيراني لا يخشى من أميركا و لا من جبهة الاستكبار برمتها، موضحا ان الثورة الإسلامية حطمت متراس الخوف من أميركا وليس هناك أي مسؤول ايراني واع يخاف اليوم من أميركا.
وقال مضيفا: عندما أقول العدو أقصد أميركا ولا نجامل أحداً في ذلك، مشكلتنا ليست مع الشعب الأميركي وإنما مع السياسيين والمسؤولين الأميركيين، أميركا تفرض من جانب الحظر على ايران وتقوم بتهديدها ومن جانب آخر تعلن أنها ليست عدوة لإيران وتحتفل بالنوروز.
وحذر آية الله خامنئي من ان أميركا تستخدم وسائل الإعلام والتغلغل والحظر في عدائها للجمهورية الإسلامية، واضاف: المرشحون الأميركيون يتسابقون في الإساءة للجمهورية الإسلامية وهذا عداء واضح لإيران .
واكد سماحته ان الجمهورية الإسلامية اليوم قوة مؤثرة في المنطقة وأيضا في بعض مناطق العالم، وقال: إننا أمام خيار الصمود وبناء الاقتصاد المقاوم لمواجهة تهديدات العدو، وان عدونا يظن أنه يستطيع فرض مطالبه على إيران عبر فرض الحظر عليها.
وحول فترة الحرب المفروضة قال آية الله الخامنئي: ان الجمهورية الإسلامية لم تخسر شبراً واحداً من أراضيها في الحرب التي فرضها نظام صدام ضدها، وان ايران لم تركع للعالم في الحرب التي فرضها صدام عليها رغم الدعم الهائل الذي كان يتلقاه من الجميع.
وبين القائد انه عندما لا تكون هناك ثقة بالنفس لن يكون هناك أي تقدم، معتبرا ان ايران تشهد كل يوم الحداثة في كل شيء وهذا جاء نتيجة ثقة الشعب بنفسه، وقال: أقنع الأعداء الجميع بعدم وجود علاقة بين الإسلام والسياسة بينما الجمهورية الإسلامية حطمت هذا المتراس.
وبشأن الاقتصاد قال سماحته: ان علينا إحياء الإنتاج الوطني، وينبغي على المسؤولين كشف النشاطات الإقتصادية المؤثرة وتقويتها، ولا يوجد مانع من استيراد بعض السلع بشرط ألا يؤثر ذلك على الإنتاج الوطني، ولا ينبغي هدر الأموال التي تعود إلى إيران وتبذيرها، وينبغي تعزيز العلوم الأساسية في الإقتصاد، مع إحياء واستثمار المشاريع التي تم بناؤها ولم تنجز.
واضاف: يجب مكافحة الفساد الإقتصادي وعدم الاكتفاء برفع شعار التصدي للفساد، وان كل ما نريد استيراده ينبغي استيراد التقنية التي صنعته معه.