ننشر في ذكرى استشهاد شهيد المحراب امام جمعة تبريز و ممثل ولي الفقيه الشهيد آية الله مدني الذي اغتاله عملاء امريكا في زمرة خلق الارهابية،بيان سماحة الامام الخميني قدس سره الشريف في هذه المناسبة:
لقد سُجلت وثيقة إجرام المنحرفين والمنافقين بقتل واحد من ذرية رسول الله والأولاد الروحيين والصادقين للشهيد الكبير أمير المؤمنين.
لقد استشهد السيد الجليل والعالم العادل العظيم ومعلم الأخلاق والمعنويات حجة الإسلام والمسلمين الشهيد الكبير المرحوم الحاج السيد أسد الله مدني رضوان الله عليه- كجده في محراب العبادة على يد منافق شقي.
إذا كان باستشهاد مولى المتقين يتم محو الإسلام والمسلمين وإزالتهم فإن استشهاد أمثال أولاده الكرام السيد مدني يمكن أن يحقق أحلام المنافقين.
إذا كان الخوارج الأشقياء نالوا الحكومة جراء قتل ولي الله الأعظم واستفادوا شيئاً فإن هذه المجموعات الخائنة ستحقق أيضاً آمالها الخبيثة التي تهدف إلى سقوط الإسلام وإقامة حكم أمريكي. لقد سبب أولئك لأنفسهم لعنة الله ورسوله والعار الأبدي، وسبب هؤلاء اليوم العذاب الإلهي السرمدي ولعنة الله القادر المتعال ولعنة الأمة الإسلامية لأنفسهم ولحلفائهم ولأسيادهم السفاكين. إن الشعب العظيم ورجال الدين العظماء واقفون في صف مرصوص وكلما سقطت راية عن كف أحد القادة فإن قائداً آخر سيرفعها ويدخل ساحة المعركة ويحاول حفظ راية الإسلام بقوة أكبر.
إن الشهيد مدني قد عزل أعداء الثورة والمنافقين المخالفين للإسلام بشكل كامل باستشهاده المفعم بالمظلومية.
إن هذا الوجه المشرق الإسلامي قد قضى عمره في تهذيب النفس وخدمة الإسلام وتربية المسلمين والجهاد في سبيل الحق ضد الباطل.
وهو من الشخصيات النادرة التي كانت تتمتع بقدر وافر من العلم والعمل والتقوى والالتزام والزهد وجهاد النفس. إن قتل شخصية إسلامية بمعني الكلمة مع عدد من أبناء الإسلام وأصحاب الثورة الإسلامية الأوفياء في موعد صلاة الجمعة وفي حضرة جماعة المسلمين لا يعني إلا معاندة الإسلام والإصرار على إزالة آثار الشريعة وتعطيل فريضة الجمعة والجماعة عند المسلمين. فإذا كانوا يتذرعون ببعض الذرائع فيما يتعلق ببعض الجرائم والأعمال الشريرة التي قاموا بها فإنهم لا يستطيعون التذرع بأية ذريعة فيما يتعلق بقتل هذا العالم التقي الذي ما كان يفكر إلا في خدمة الإسلام والمسلمين سوى الانتقام من الإسلام والشعب الشريف. الانتقام من الإسلام الذي يعتبرونه أساس سقوط الأنظمة الظالمة وهزيمة القوى الكبرى في إيران وفي المنطقة بعدها. والانتقام من الشعب القوي الذي أعرض عنهم وقضى على صروح آمالهم وأحلامهم. وطردهم من الساحة إلى الأبد. إن الشعب الإيراني المجاهد وخاصة الشعب الأذربيجاني الغيور الذي فقد عالماً ملتزماً وجليلا ويعرف جيداً عدوه المنهزم سينتقم من هؤلاء بعزيمة راسخة لا يعتريها الضعف.
وبمناسبة استشهاد هذا المجاهد العزيز العظيم وأصحابه الأوفياء أعزي وأهنيءُ أجداده الطاهرين وخاصة بقية الله أرواحنا له الفداء- وكذلك الشعب الإيراني المجاهد وأهالي آذربيجان الشجعان الغيارى وكذلك الحوزات العلمية وأسر هؤلاء الشهداء.
إن نهج الشهادة الأحمر هو نهج آل محمد وعلي. وإن هذا نهج فخره من أهل بيت النبوة والولاية ورثته ذرية هؤلاء الكبار الطيبة وأتباع نهجهم. سلام الله وسلام الأمة الإسلامية على نهج الشهادة الأحمر ورحمة الله تعالى الواسعة على شهداء هذا النهج عبر التاريخ والمجد والعز لأبناء الإسلام الأقوياء المنتصرين وعلى شهداء طريقه. والعار والنفور واللعن الأبدي على أتباع الشيطان وأنصاره الشرقيين والغربيين خاصة الشيطان الأكبر أمريكا المجرمة التي تتوهم بأنها قادرة على إضعاف شعب ثار من أجل الله تعالى والإسلام وقدّم الآلاف من الشهداء والمعوقين أو إخراجه من الساحة بهذه الألاعيب.
إن هؤلاء أتباع سيد الشهداء الذي قدم لأجل الإسلام والقرآن الكريم الطفل الرضيع ذا الأشهر الستة والشيخ البالغ ثمانين عاماً وروى الإسلام الغالي بدمه الطاهر وأحياه. وإن جيشنا وحرسنا وقوات تعبئتنا وسائر قواتنا المسلحة وقوات الشرطة والقوات الشعبية جميعهم أتباع أولياء ضحّوا بكل ما يملكونه في سبيل الهدف والعقيدة وسطّروا الشرف والفخر للإسلام وأتباعه الكرام.
أسأل الله تعالى عظمة الإسلام والمسلمين والرحمة للشهداء خاصة شهدائنا في الفترة الأخيرة وبخاصة الشهيد الغالي مدني الكبير والصحة التامة لجرحى هذا الحادث والصبر والثبات للشعب العظيم خاصة أهالي أذربيجان الأعزّاء وأسر الشهداء، السلام والتحية على الجميع والسلام على عباد الله الصالحين.
روح الله الموسوي الخميني