كانت للامام الخميني (قدس سره)، وصايا، في وصيته السياسية- الالهية، خاطب بها الشعب الايراني، المسلمين والرأي العام العالمي واجيال المستقبل.. من بين ذلك، المجلس، الحكومة والمسؤولون. فيما يلى مقتطفات من تلك الوصية الخالدة:
واوصي المجلس والحكومة، وكل المعنيين ان :اعرفوا قدرهذا الشعب، ولا تقصّروا فى خدمته خصوصاً المستضعفين والمحرومين والمضطهدين،الذين هم نور عيوننا واولياء نعمنا جميعا والجمهوريةالاسلامية انجازهم، وقد تحققت بتضحياتهم، وبقاؤها مرهون لخدماتهم، واعتبرو، انفسكم من الناس، والناس منكم، ارفضوا باستمرار الحكومات الطاغوتية التي لا عقل لها ولا ثقافة، ولا منطق الا البطش... طبعا بالاعمال الانسانية التى تليق بحكومة اسلامية ..
ويجب على الحكومات والمسؤولين - في الجيل الحاضر او في الاجيال القادمة - ان يقدروا متخصصيهم ويشجعوهم على العمل بالمساعدة المادية والمعنوية، وان يحولوا دون استيراد البضائع الاستهلاكية المدمرة ويتكيفوا بالموجود عندهم الى ان يصنعوا كل شيء.
من الامور التي يلزم اصلاحها وتصفيتها ومراقبتها: السلطة التنفيذية. احيانا قد تصدر عن المجلس قوانين راقية ومفيدة للوضع الفعلي للمجتمع، وتمضيها شورى صيانة الدستور،ويبلغها الوزير المختص الا انها عندما تقع في ايد غير صالحة يمسخونها او يعملون بخلافها او يتعمدون الروتين والالتواءات الادارية التي اعتادوا عليها لاثارة الاضطراب بين الناس تدريجيا وليتسببوا بايجاد كارثة. وصيتي للوزراء المسوؤلين في االعصر الحاضر والعصور الاخرى انه بالاضافة الى ان لميزانية التي ترتزقون منها انتم وموظفو الوزارات هي مال الشعب ويجب ان تكونوا جميعا خداما للشعب وخصوصا المستضعفين منهم. وايجاد المشقة للناس والعمل بخلاف الواجب حرام واحيانا - لا سمح الله - يوجب الغضب الالهي. كلكم بحاجة الى دعم من الشعب..فبدعم من الشعب - خصوصا الطبقات المحرومة - تحقق النصر، وقطعت يد الظلم الملكي عن البلد وذخائره، واذا حرمتم ذات يوم من دعمهم فانتم - ايضا - تعزلون، ويحتل الظلمة مواقعكم بدلا منكم، كما كان الامر في النظام الملكي. بناء على هذه الحقيقة الملموسة يجب ان تهتموا بارضاء الشعب وتتجنبوا السلوك غير الاسلامي والانساني. ومن هذا المنطلق، فاني اوصي وزراء الداخلية طول التاريخ في المستقبل ان يدققوا في اختيار المحافظين فيختاروا اشخاصا اكفاء متدينين ملتزمين، عقلاء متآلفين مع الناس ليسود الهدوء في البلد الى ابعد حد ممكن ويجب العلم انه وان كان من واجب جميع الوزراء في الوزارات اسلمة مجال مسؤوليتهم، وتنظيم اموره،الا ان لبعضهم خصوصية مميزة مثل: وزارة الخارجية المسؤولة عن السفارات خارج البلد. لقد اوصيت منذ بداية الانتصار وزراء الخارجية بوصايا حول المظاهر الطاغوتية في السفارات وتحويلها،الى سفارات متناسبة مع الجمهورية الاسلامية، لكن بعضهم، اما انهم لم يريدوا او لم يستطيعوا ان يقوموا بعمل ايجابي، والان حيث تمضي ثلاث سنوات على النصر، ورغم ان وزير الخارجية الفعلي اقدم على ذلك، فالمأمول ان يتحقق هذا الامر المهم بالمتابعة وبذل الوقت. ووصيتي الى وزراء الخارجية في هذا الزمان، والازمنة التالية ان مسؤوليتكم كبيرة جدا في اصلاح وتحويل الوزارة والسفارات، وان في السياسة الخارجية لحفظ الاستقلال ومصالح البلد والعلاقات الحسنة مع الدول التي لا تنوي التدخل في اموربلدنا. واجتنبوا بكل صلابة كل امر فيه شائبة التبعية في بعض الامور - بالرغم من انه يمكن ان يكون لها ظاهر خادع او منفعة وفائدة في الحاضر - الا انها في النتيجة تجر اساس البلد الى الدمار. واسعوا في تحسين العلاقات مع الدول الاسلامية، وايقاظ رجال الحكم، وادعوا الى الوحدة والاتحاد، فان الله معكم.
ووصيتي الى وزارة الارشاد في كل العصور، وخصوصا العصرالحاضر - حيث له خصوصية مميزة - هي ان تسعى لنشر الحق في مقابل الباطل، واظهار الوجه الحقيقي للجمهورية الاسلامية. نحن الان فى هذا الزمان و لاننا قطعنا يد القوى الكبرى عن بلدنا نتعرض لهجوم اعلامى من قبل جميع وسائل الاعلام المرتبطة بهذه القوى. اية اكاذيب وتهم يلصقها المتحدثون والكتاب المرتبطون بالقوى الكبرى بهذه الجمهورية الاسلامية الناشئة؟
ومسالة التبليغ ليست فقط مسؤولية وزارة الارشاد، بل هي واجب جميع العلماء والخطباء والكتاب والفنانين.. و يجب ان تسعى وزارة الخارحية لتكون للسفارات نشراتها التبليغية، لتوضح للعالمين وجه الاسلام النوراني، حيث انه اذا تجلّى - من تحت قناع المعارضين للاسلام والاصدقاء ذوي الافهام المعوجّة - هذا الوجه بذلك الجمال الجميل الذي دعى اليه القران والسنة في جميع الابعاد، فسيعمّ الاسلام العالم وتخفق رايته المجيدة في كل مكان. ما اشدها وما افجعها من مصيبة ان تكون لدىالمسلمين بضاعة لا نظير لها من صدرالعالم الى نهايته، ومع ذلك لم يستطيعوا ان يعرضوا هذه الجوهرة الثمينة التي يبحث عنها كل انسان بفطرته الحرة، بل هم ايضا غافلون عنها وجاهلون بها واحيانا فارون منها. (صحيفة الامام الخميني، ج 21، ص 377-389)