وفي الذكرى الثلاثين لرحيل الإمام الخميني، شدد قائد الثورة الاسلامية اية السيد علي الخامنئي على التمسّك بخيار المقاومة ورفض الاستسلام، لافتاً إلى أن المقاومة لا تعني بالضرورة الحرب، وأن الأميركيين يكرهون الجانب الإيراني لأن الأخير يرفض التخلي عن طريق المقاومة.
وأضاف سماحته أن السياسات الأميركية في العراق وسوريا ولبنان باءت بالفشل، وقال إن السعودية تدفع المال وتنفّذ القرار الأميركي وهي بذلك تدفع ضريبة الاستسلام.
وأكد اية الله الخامنئي أن السيطرة الاقتصادية على العالم لم تعد ممكنة مع بروز قوى اقتصادية أخرى، مضيفاً أن هذه القوى ستخلق تحديات على المستوى العسكري والاقتصادي أمام الغرب.
ولفت إلى أن محور المقاومة هو في أكثر المراحل انسجاماً منذ 40 عاماً، بالمقابل فإن المحور الآخر الممثل بالكيان الصهيوني هو في تراجع، منوهاً إلى أن "الولايات المتحدة تتآكل وكأن النمل يأكلها من الداخل".
وأشار قائد الثورة إلى أنه "ثمة تراجعاً اقتصادياً أميركياً كبيراً وهناك احصاءات تؤكد ذلك"، معتبراً أن انتخاب ترامب هو دلالة على زوال أميركا على المستوى السياسي.
وقال السيد الخامنئي إن دفاع أميركا عن جرائم العدو الصهيوني والجرائم ضد اليمن دليل على انهيارها الأخلاقي، موجهاً النصيحة للرئيس الأميركي بأن يتوجه لإصلاح أمور بلاده الداخلية بدل الحديث عن الحرص على مصالح الشعب الإيراني الاقتصادية.
وأضاف أن إيران تعاني من مشاكل إقتصادية لكنه أكد أن لا طريق مسدوداً أمامها وهناك تقدم على أكثر من صعيد، معتبراً أن الحضور الشعبي في ذكرى انتصار الثورة يعني أن الشعب الإيراني يملك القدرة والبصيرة.
وأكد قائد الثورة الايرانية أن القضية الاقتصادية هي الأكثر أهمية بالنسبة لطهران في هذه المرحلة، مشيراً إلى أن هدف المقاومة هو الوصول إلى نقطة الردع في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
وأضاف أن الشعب الإيراني "سيتقدم وسينجح وفكرة المقاومة هي السلاح الأمضى"، معتبراً أن سر بقاء الجمهورية الإسلامية هو في إرث الإمام الخميني في المقاومة والصمود.
وقال قائد الثورة الاسلامية آية الله الخامنئي انه خلال الأعوام الـ30 الماضية لم تتراجع سمعة الامام الخميني (قدس سره) رغم مشيئة الأعداء مؤکدا أنه كان رجلا يحارب الظلم ويقف بوجه الاستكبار وأضاف ان الامام الخميني قدس سره كانت له ميزات لا توجد سوى عند عدد قليل من الاشخاص.
وتابع قائد الثورة ان الامام الخميني قدس سره كان مجاهدا في سبيل الله وهذا هو سر الكاريزما لديه والامام الخميني قدس سره كان رجلا يحارب الظلم ويدافع عن المظلومين ويقف بوجه الاستكبار.
ولفت سماحة قائد الثورة الاسلامية الی أن الامام الخميني لم يتراجع قيد أنملة أمام الضغوط التي مورست عليه قبل انتصار الثورة الاسلامية وتهديدات العدو لم تستطع التأثير في قرارات الامام الخميني وحساباته.
وأکد ان الطريق الذي اختاره الامام الخميني هو طريق الدين مشيرا الى ان الامام الخميني قدس سره كان يقول إننا لا نَظلم أحدا ولا نقبل أن نتعرض للظلم.
وقال سماحته إن هزائم اميركا في العراق وسوريا ولبنان هي نتيجة لفكرة المقاومة مؤكدا اننا لانريد تصدير الثورة، بل فكرة المقاومة تجاوزت الحدود الايرانية، والشعوب الأخرى قبلت بها.
وأضاف قائدالثورة ان الامام الخميني قدس سره اختار طريق المقاومة لاسباب منطقية وعلمية ودينية لافتا الی أنه لا بد من دفع ضريبة المقاومة ولكن مهما كانت فإنها أقل بكثير من ضريبة الاستسلام.
وأضاف سماحته ان تجربتنا في الجمهورية الاسلامية تشير الى أننا تقدمنا كلما صمدنا وأن الخطأ في الحسابات والتقديرات يأتي من عدم معرفتنا بمحورنا ومعرفة المحور المقابل.
وتابع اية الله السيد الخامنئي ان هدف المقاومة هو الوصول الى نقطة الردع لا سيما في القضايا العسكرية حتى لا يفكر العدو بتهديد ايران.
وقال آية الله خامنئي: لدينا مشاكل اقتصادية لكننا لم نصل الى طريق مسدود.
واكد سماحته انه كلما تمسكنا نحن الشعب الايراني بالمقاومة وتقدمنا الى الامام ونجحنا فقد تشجع الاخرون ايضا على المقاومة واضاف، انهم (الاعداء) يريدون منا ان نتخلى عن مبادنئا ونرفع ايدينا بالاستسلام وبما اننا لا نفعل ذلك فانهم يعادوننا.
واعتبر السبب في اختيار المقاومة من جانب الامام الراحل بانه سبب منطقي وعقلاني وعلمي وديني بطبيعة الحال واشار الى اجزاء هذا المنطق واضاف، ان جزءا منه هو ان المقاومة رد طبيعي من قبل اي شعب حر وشريف امام التهديد والغطرسة، والثاني هو ان المقاومة تؤدي الى تراجع العدو على النقيض من الاستسلام، والجزء الثالث من منطق المقاومة هو ان المقاومة لها ثمن الا ان ثمن الاستسلام اكبر من ثمن المقاومة.
واعتبر سماحته بان لاحابيل العدو انواعا واقساما؛ فحينا يستخدم التهديد وحين الترغيب، ولفت الى تصريح ترامب الاخير بان ايران يمكنها ان تحقق تقدما كبيرا بقادته الحاليين واضاف، ان هذا الكلام صائب، فلو بذل قادة ايران الحاليون الجهود اللازمة في ظل التضامن والتلاحم سيتحقق المزيد من التقدم الا ان الشرط لذلك هو لا يقترب الاميركيون، فاينما وطات اقدام الاميركيين، وقعت الحرب او اقتتال الاشقاء او الفتنة.
واعتبر اقبال الشعوب على طريق الامام الخميني (رض) اي المقاومة بانه ذاتي الطابع واضاف، انه في هذا الطريق لم تفرض الجمهورية الاسلامية الايرانية اي شيء على الشعوب كمراسم او مسيرات يوم القدس العالمي لهذا العام والتي جرت في اكثر من 100 دولة باختيار الشعوب ذاتها.
واشار الى ان كلمة "المقاومة" هي كلمة مشتركة ومقبولة من قبل جميع الشعوب في غرب اسيا واضاف، بطبيعة الحال فان البعض لا يجرؤ على الدخول الى الساحة الا ان الكثيرين هم الان متواجدون في الساحة.
وأضاف : مواجهتنا للعدو يجب ان تكون عاقلة وان لا تكون منفعلة وان نتمتع بروح المبادرة مؤكدا ان قيمة العملة الوطنية واجواء العمل والتحرر من الاعتماد على بيع النفط الخام وقطع ايادي المفسدين قضايا اساسية.
وتابع سماحة القائد ان الشعب الايراني حاضر في الساحات وهذا ما يدفع العدو الى ان يراجع حساباته مؤكدا ان على الاميركيين ان لا يقتربوا من ايران والاعيبهم السياسية لا تنطلي علينا.