كان سماحة الامام، يرى بأن الوقوف بوجه الظلم، السعي والانتفاضة لتحقق العدالة في المجتمع، من اهم اهداف الانبياء الالهيين والمصلحين، وقد التفت الى ذلك كثيراً. كنموذج، لما سبق، كتب مجيباً على رسالة اتحاد الجمعيات الاسلامية للطلبة في اروبا:
"أن يكون الإسلام وأحكامه الداعية إلى العدالة هدفكم الأول، إذ إن الوصول إلى هذا الهدف مستحيل دون الحكومة الإسلامية العادلة، والتولي والتبري من أصول الإسلام الأساسية، فعليكم أن تتولّوا الحكومات العادلة والحاكم العادل، وأن تتبرؤا من الأنظمة غير الإسلامية التي يكون النظام البهلوي المنحط في رأسها، وعليكم أن تعلنوا مخالفتكم صراحة، وأن تسعوا للإطاحة به، وإلّا فلن تنعموا بالاستقلال والحرية" (صحيفة الامام، ج3، ص290).
لفت الامام الخميني (قدس سره) الانظار، متأسيّاً بالانبياء الذين كان اهم مجال فكرهم، مقارعة الظلم، لفت الى ان بعثة الانبياء، لم تكن لتربية الانسان، فحسب بل كانت للتصدي للظلم. هذا ما قدمه لنا جميع الانبياء الالهيين:
"الأنبياء أيضاً بعثوا من أجل أن تتفتح معنويات الناس وقدراتهم، ففي ظل تلك القدرات يدركون بأننا لسنا شيئاً، إضافة إلى العمل على إخراج الناس والضعفاء من هيمنة المستكبرين". (صحيفة الامام، ج17، ص427).
فی مکان ثان، عرض هذا الموضوع بشكل آخر:
"لقد جاءت النبوة أساساً لتحطيم اسس قدرة الاقوياء الذين يظلمون الناس".(صحيفة الامام، ج3، ص290).
کانت بعثة نبي الاسلام (ص)، ايضاً، لإحياء مناهضة الظلم ومقارعته. ان سيرة وسنة رسول الله (ص) والائمة الاطهار (ع) تشير الى ذلك، فهم نموذج حقيقي لنا.
"بعثة رسول الله هي من أجل أن يتعرف الناس على سبل مقارعة الظلم وإزالته، والسبيل الذي تتمكن الشعوب من خلاله مواجهة القوى الكبرى ..ونبذ الظلمات تماماً واحلال النور، احلال نور العدالة وتحديد السبيل إلى ذلك".(صحيفة الامام، ج17، ص354).
ان مبنى واساس الاسلام، ايضاً، هو النضال والفكر الايجابي لمقارعة الظلم: "لا تظلمون ولاتظلمون".(صحيفة الامام، ج14، ص67).
محمد حسين جمشيدي
نقلاً، بتلخيص عن: مجموعة مقالات المؤتمر العالمي (الامام الخميني واحياء الفكر الديني)