كريستين بونو، الذي كان قد غيّر اسمه الى يحيى علوي، وُلد عام 1957 م في مدينة فرايبورج الالمانية، في اسرة مسيحية وكاثولوكية. تعرّف على كتب الفيلسوف الفرنسي المسلم رنه جَنون وتأثر بافكاره وكتاباته معتنقاً الدين الاسلامي عام 1979م.
حصل بونو على شهادة بروفيسور اكرزه عام 1987م، ودافع عن رسالة الدكتوراه التي كانت تحت عنوان (الالهيات في التراث العرفاني والفلسفي للامام الخميني)، في جامعة السوربون(الفرنسية) سنة 1995م، حيث اُنتُخِب باحثاً لعام 1999م. وبهدف تدوين رسالته المذكورة، قدم الى ايران في 1991م وتتلمذ لمدة سبع سنوات عند السيد جلال الدين الاشتياني في مدينة مشهد المقدسة، مواصلاً حضوره في الجلسات فيما يتعلق بالفلسفة والعرفان الاسلامي. من اعماله: ترجمة القرأن الكريم وبعض كتب الامام الخميني (قدس سره)، ومن بينها: ملامح الثورة الاسلامية ومقارعة النفس (الجهاد الاكبر)، الى الفرنسية.
في تقرير لمراسل (جماران)، تحدث محمد جواد اسماعيلي، خلال جلسة تكريم كريستين بونو، ومكانته العلمية في كلية ابحاث الامام الخميني والثورة الاسلامية، مشيراً الى بعض ما يتميز به هذا العالم المسلم، قائلاً: ان اول خصيصة لبونو، ذهنه المنفتح الباحث. كان يرى الغور والتسلل (في الاعماق) دائماً، فيتأمل ويرنو الى اصحاب الفضيلة الذين يأتون الى مشهد، احياناً ويلتقون (بهذا وذاك).. من بُعد نظري قلما التقت اليه احد، ويتوغل ذلك في فكره.
اضاف عضو الهيئة التدريسية في مؤسسة الحكمة والفلسفة، البحثية، لافتاً النظرالى وسع مايتمتع به بونو، من المعلومات التاريخية بالنسبة للاسلام، اضاف: لم يكن العالم الاسلامي بالنسبة له، يضم: شمال افريقية، ايران، لبنان وسورية فقط، بل كان مساحة مترامية الاطراف بما فيها، الثقافة، الشخصيات والتراث المعتبر لكل (ثقافة). كان مُلمّاً بذلك جيداً. خاصة ماكان يرتبط بالدين والعرفان اللذين كانت لديه احاطة تامة بهما. بالطبع، كلما كنت اشاهده، ارى كتاباً جديداً في مكتبته وكتابات جديدة يطالعها.
اردف اسماعيلي بالقول: الميزة الاخرى عند بونو، هي الدراسة الجادة فيما يتعلق بخلفية الفلسفة الاسلامية. قبل مجيئه الى مشهد، كان يتمتع بمعلومات واسعة حول الاديان والاسلام. كان تأثير الفلسفة الاسلامية على القرون الوسطى، ذا اهمية خاصة لديه..
كانت روحه ملتهبة.. متعطشة.. والتحاقة بمحيط مُترامٍ.. كان بالنسبة له تجربة حياة.