اجتمع قادةٌ من رموز وعلماء الأمة والمقاومة افتراضيًا تحت عنوان "المنبر الموحَّد"، حيث تمحورت الكلمات عن تحرير فلسطين والقدس وذلك بمناسبة يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني في آخر جمعة من شهر رمضان، مؤكديِّن أنَّه عامًا بعد عام ومع تطوِّر محور المقاومة يُصبح القدس أقرب.
إسماعيل هنية
وفي هذا السياق، أكَّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أنَّ القدس تعيش المعاناة في أشد حالاتها وأخطرها وهي تواجه محاولات التهويد وعمليات الاقتلاع المستمر للشعب الفلسطيني، حيث يسعى المحتلون للسيطرة المتدرجة على
المسجد الأقصى أو فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد.
و قال هنية أن في هذه اللحظات التاريخية الفارقة وفي هذا اليوم المبارك نوجه لشعوبنا العربية والإسلامية تحية الفخر والاعتزاز وهي تحيي يوم القدس العالمي الذي نادى به الامام الخميني رحمه الله لتؤكد للعالم أجمع ان القدس كانت وستبقى مهوى أفئدة مكونات الامة كلها فالقدس جزء لا يتجزأ من العقيدة وآية من آيات الكتاب وعنصر اجماع لا يختلف عليه أحد فهي المبتدى والمنتهى عاصمة قلوب المؤمنين بوعد الله وقدره، عاصمة دولة فلسطين على كل أرضها من بحرها إلى نهرها.
وأشار هنية إلى أنَّ هناك مشهد عظيم في القدس هو مشهد أهلها العظماء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يقفون وقفات العز نيابة عن الأمة لينتصر مرة تلو المرة على الاحتلال وجنوده ومستوطنيه.
وأضاف "لقد هب شعبنا وشعوب الأمة على موقع مواجهة ساحة باب العمود في القدس المحتلة، بعد أن أراد أن يعبث بها الصهاينة والمستوطنون"، مؤكدًا أنَّ الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستسلم في معركة الإرادة والهوية والدفاع عن الأقصى والقدس.
وشدَّد هنية على أنَّ معركة القدس مفتوحةٌ على مصراعيها ولا زال الفلسطينيون أمام تهديداتٍ حقيقية وجدية لا سيما مع تهديدات المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى في 28 رمضان في تحدٍ سافرٍ لمشاعر الأمة، موضحًا أنَّ "النصر لنا المستقبل لنا الأرض لنا ولا مكان للمحتلين على أرض فلسطين".
ورأى هنية أنَّ على الأمة أن تهب لتقول لا للمحتلين والغزاة ولا للمساس بالمسجد الأقصى والقدس كعاصمة سياسية لدولة فلسطين وكمحور للصراع على أرض فلسطين، داعيًا شعوب الأمة للوقوف موقفًا صلبًا وقويًا في دعم أهل فلسطين المرابطين في الأقصى والقدس.
وحيى هنية الجمهورية الإسلامية في إيران على التزامها الصارم بدعم المقاومة في فلسطين وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وإحياء يوم القدس العالمي.
السيد عبدالملك الحوثي
اعتبر قائد "أنصار الله" السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يوم القدس مناسبةً مهمة لاستنهاض الأمة وشحذ الهمم ورفع مستوى الوعي والإحساس بالمسؤولية تجاه القضية المركزية للأمة.
وأكَّد السيد الحوثي أنَّ الشعب اليمني بانتمائه الإيماني ماضٍ بكل ثبات في تمسكه بالموقف الحق في مناصرة الشعب الفلسطيني والسعي لتحرير فلسطين والمقدسات وسائر الأراضي العربية المحتلة.
وأشار إلى أنَّ اليمنيين يتطلعون لدورٍ فاعلٍ وإسهامٍ كبيرٍ بالتكامل مع كل أحرار الأمة ومحور المقاومة، ويسعى عمليًا للقيام بدوره في مناصرة الشعب الفلسطيني مهما كان حجم المعاناة والاستهداف الذي تنفذه أدوات العمالة للضغط عليه.
ولفت إلى أنَّ الشعب اليمني يعتبر العدو "الإسرائيلي" خطرًا على الأمة كلها، وعلى الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي، وهو كيان غاصب لا مشروعية له، وغدة سرطانية يجب استئصالها.
وأوضح السيد الحوثي أنَّ ما تقوم به بعض الأنظمة التي افتضحت بعمالتها وخيانتها ومسارعتها في الولاء للصهاينة اليهود والتحالف معهم تحت عنوان التطبيع هو ارتداد عن الموقف الطبيعي الحق وخيانة للإسلام والمسلمين، مؤكدًا أنَّ تطبيع بعض الدول مع العدو انضمام مكشوف ومفضوح إلى صف الأعداء ونفاق بكل ما تعنيه الكلمة.
ورأى أنَّ الفرز والانكشاف في أمتنا عامل مساعد في صناعة تحول كبير ونقلة نوعية في مسار القضية الفلسطينية بعد إنقاذها من المساهمين في فرض نمط غير جادٍ في التعامل معها، مضيفًا "المطبعون كانوا مكبلين للأمة عن الخطوات الأكثر فاعلية ولعبوا دورا سلبيا وفرضوا أجندة تخدم العدو".
قائد "أنصار الله" أشاد بما يقوم به أحرار القدس المرابطون من تصدٍ للعدو الصهيوني في استهدافه للمسجد الأقصى وممارساته العدوانية، كما خاطب قادة العدو ومجتمعه قائلًا "أنتم اليوم في مأزق كبير، فقد أصبحت المواجهة بينكم وبين الصادقين الجادين المعتمدين على الله من أبناء الأمة".
وحول المخطوفين الفلسطينيين في السعودية، قال "بذلنا الجهد وعرضنا على النظام السعودي خيارات متعددة للإفراج عنهم لكنه لحد الآن تمنع"، مشيرًا إلى أنَّ النظام السعودي اختار لنفسه أن تبقى عملية خطفه للفلسطينيين من حركة حماس وصمة عارٍ وشاهدًا على عمالته وخيانته ودليلًا على تودُّده للعدو.
وتابع السيد الحوثي "نجدد دعوتنا للنظام السعودي للاستجابة للعرض الذي أطلقناه بإطلاق سراح طيارين وعدد من الضباط السعوديين الأسرى لدينا مقابل الإفراج عن المخطوفين الفلسطينيين لديه، وليُخرج نفسه من وحل الخيانة والظلم الذي يمارسه بحق هؤلاء الفلسطينيين دون وجه حق".
وأردف أنَّ على النظام السعودي أن يؤثر مصلحة نفسه وضباطه وطياريه على مصلحة العدو "الإسرائيلي"، فإيثاره للعدو إيثار في غير محله.
زياد النخالة
من جهته، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أنَّ العدو الصهيوني يحتل القدس ويُعلن صباح مساء أنها عاصمة كيانه، ويعمل على تجريد الشعب الفلسطيني من وجوده بعمليات الهدم المستمرة والاستيلاء بالقوة المسلحة على بيوت سكان المدينة الأصليين.
وأكَّد أنَّه بالرغم من كل ما يبذله العدو، فالشعب الفلسطيني لا يزال يقاوم على مدى أكثر من قرن، ويُثبت يومًا بعد يوم قدرته على الصمود ويؤكِّد ثباته على أرضه وتطور مقاومته التي تتنامى وتكبر، مشيرًا إلى أنَّ قوى المقاومة في المنطقة لم تبخل ولم تتردد في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بالمال والسلاح والتأييد السياسي والمعنوي.
وأشار النخالة إلى أنَّ محور المقاومة يكبر ويتسع وغيَّر موازين القوى التي كانت مختلة لصالح العدو بشكلٍ كامل، فغزة بات يحسب لها ألف حساب في مواجهة المشروع الصهيوني، ولتصبح القدس أكثر قوة والتفافًا حول المقاومة.
وأوضح للعدو وقادته أنَّ "شعبنا الفلسطيني سيبقى في هذه الأرض ويدافع عنها ويحميها بكل ما يملك، وسترحلون عاجلًا أم آجلا".
الشيخ مهدي الصميدعي
من جانبه، أكَّد مفتي العراق الشيخ مهدي الصميدعي أنَّ على مدار التاريخ كان للعراقيين الدور الكبير في تحرير بيت المقدس.
ورأى أنَّ يوم القدس العالمي يومٌ عظيمٌ وكبيرٌ وراية نأمل أن تصبح ثورة إسلامية تحرر بها فلسطين والشعب الفلسطيني وتعيد له ما أخذ منه لأكثر من 80 سنة.
ودعا الصميدعي المسلمين في العالم "أن نخرج من القارورة المذهبية التي وضعها العدو فيها ونجتمع تحت راية الإسلام ونعمل على إخراج المحتل المغتصب لأرض فلسطين".
أبو أحمد فؤاد
كما أشار الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات ألقاها نائبه أبو أحمد فؤاد إلى أنَّ العدو "الإسرائيلي" يجب أن يقاوم من كل الشعوب الحرة، موضحًا أنَّ كيان العدو مغتصب لفلسطين، وهو لن يستمر لأنه فرض على المنطقة من قبل الإمبريالية العالمية.
وأضاف "نتمسك نحن وكل الثوريين والمناضلين في كل العالم في العمل على تحرير القدس وفلسطين وكل الأراضي المحتلة"، مؤكدًا استمرار الجبهة في النضال حتى تحرير فلسطين وعبر المقاومة وليس أمامهم خيار غيرها.
الشيخ عيسى قاسم
بدوره شدَّد آية الله الشيخ عيسى قاسم على أنَّ القدس اليوم أقرب من كل ماضي الصراع حولها للتحرر الكامل من القبضة الصهيونية والتطهر التام من رجسها.
وأوضح الشيخ قاسم أنَّ مؤامرات التطبيع هي من أخطر المؤامرات على وجود الأمة ومقدساتها، لافتًا إلى أنَّ الشعب البحريني يرى أنَّ طريق التطبيع هو طريق الخسران والهلكة.
وأضاف "خيار شعبنا هو المقاومة المستميتة على المدى الطويل للحصول على حقوقه وحقوق الأمة الواحدة الحرة الرافضة للتطبيع، ومن أجل تحرير القدس وفلسطين"، مبيِّنًا أنَّ هبة باب العامود إنذارٌ جديٌ أولي صارخ لانفجارٍ مزلزل على يد كل الأحرار المسلمين والعرب.
المطران عطالله حنا
وأكَّد مطران سبسطية للروم الأرثوذوكس المطران عطالله حنا أنَّ قوات العدو تعتدي على المسلمين والمسيحيين على حد سواء في القدس، مضيفًا أنَّ "المسيحيون الفلسطينيون مكون أساسي من مكونات الشعب الفلسطيني، ويفتخرون بانتمائهم لفلسطين والقدس وأن القدس حاضنة مقدساتهم وتاريخهم واصالة وجودهم".
وأشار حنا إلى أنَّه "لسنا حياديين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس، نحن ندافع عن قضيتنا وعن القدس"، موضحًا أنَّ "القضية الفلسطينية تجمعنا وهي قضية كافة الأحرار في عالمنا بغض النظر عن الانتماءات الدينية والعرقية والثقافية".
ودعا أمتنا من المحيط إلى الخليج الفارسي بضرورة الالتفات إلى القدس، وألا يتركوا القدس لوحدها، مُعتبرًا أنَّ الدفاع عن القدس واجب إيماني ' وروحي وإنساني وأخلاقي ووطني، كمت ذكَّر الجميع بواجباتهم تجاه القدس.
الشيخ قيس الخزعلي
بدوره، رأى الأمين العام لعصائب أهل الحق العراقية الشيخ قيس الخزعلي أنَّه رغم كل محاولات تمكين كيان العدو من قِبل أمريكا وغيرها، فإنّ محور المقاومة يشهد التقدّم بعد التقدم ويحقق النصر تلو النصر في كل الجبهات.
ولفت إلى انَّ الجمهورية الإسلامية بحكمة قائدها، وبصبر شعبها جعلت الولايات المتّحدة الأميركية تضطر للاعتراف بفشلها في سياساتها سياسة الضغوط القصوى التي مارستها الإدارة السابقة.
وأضاف الشيخ الخزعلي أنَّ "الأبطال من جند الله وقائدهم، بإيمانهم، ولا زال الإيمان يماني، جعلوا آل سعود وأميرهم حائراً يبحث عن الحلول ويقدّم المبادرات ويقف عاجزاً عن أن يحمي نفطه أو قواعده أو قصوره".
كما ذكر أنَّ فصائل المقاومة الفلسطينية جعلت الاحتلال "الإسرائيلي" عاجزاً أن يُقابل بالمثل، عاجزاً أن يقابل صواريخ المقاومة التي تنطلق من غزّة الصمود وتقع على رؤوسه، وسوريا أفشلت المشاريع الكبرى الإقليمية والدولية، وستعود لتقوم بدورها بشكل أقوى في دعم محور المقاومة وفي مقدمتها قضية القدس التي لم تتنصّل سوريا في يوم من الأيام منها
وأشار إلى أنَّ الشعب البحريني مستمر في صموده، ولم يستطع كل الإرهاب الذي يمارسه النظام البحريني من أن يُسكت هذا الشعب المؤمن والواعي عن قضيته.
الأمين العام لعصائب أهل الحق شدَّد على أنَّه ستبقى راية رجال الله في لبنان مرفوعةً دائمًا، بقيادة سيدها سيد المقاومة السيد حسن نصر الله، حتى يأتي نصر الله الكبير بفتح القدس القريب بعون الله وهمّة المقاومين الشجعان.
الشيخ الخزعلي أكَّد أنَّ التواجد العسكري الأمريكي في العراق هو من أجل أمن كيان العدو "الإسرائيلي"، منوهًا إلى أنَّ قرار فصائل المقاومة الإسلامية في العراق هو إجبار القوات الأمريكية على الخروج، خصوصاً بعد أن أعلنوا صراحةً أنه ليس في نيتهم الانسحاب من أرض العراق.
كذلك أعلن أنَّ قرار إجبار القوات الأمريكية على الانسحاب من العراق قرار حتمي وهو قرار الشجعان ووعد الرجال.
وتابع أنَّ "المقاومين العراقيين يمتلكون المشروعية الكاملة الآن لإجبار الاحتلال الأمريكي على الانسحاب من أرضهم وحفظ الدستور العراقي الذي يمنع صراحةً وجودهم ووجود قواعدهم، وأنَّ أبناء المقاومة ينفذون العمليات ضد القواعد الأمريكية، مع العلم أن القدرات والإمكانيات التي تمتلكها فصائل المقاومة أعلى بكثير من هذا المقدار".
وبيَّن الشيخ الخزعلي أنَّ لدى فصائل المقاومة الإسلامية العدد الكافي من الرجال، ومن الأسلحة الكمية والنوعية ما يستطيعون به استهداف كل الوجود الأمريكي في أي مكان على أرض العراق، مشيرًا إلى أنَّه "نحن أناس نحبّ وطننا وندافع عن سيادته ونطالب بتحريره وخروج كل القوات الأجنبية منه، ولتحقيق هذا الهدف نحن نضبط مقدار ونوع عملياتنا العسكرية على هذا المقياس".
وقال أنَّه "إذا وجدنا أنّ هذا المقدار من العمليات ضد القوات الأمريكية لم يكن كافياً فإننا سنزيد الجرعة لهم، إلى أن يكتشفوا عجزهم ويفقدوا صبرهم"، مضيفًا "لتعلم الإدارة الأمريكية أننا نمتلك قدرة الاستنزاف، وأنّ قرارنا بإخراج القوات الأمريكية قرار وطني غير قابل للاستئناف ولا يمكن لأي أحد أو اتفاقية أن يؤثروا عليه".
كذلك لفت إلى أنَّ تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي سيجعل القدس أقرب، وسيجعل تحريرها نتيجة حتمية، وهذا هو وعدنا لكل الأحرار في العالم.
الشيخ عكرمة صبري
من ناحيته، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري القدس هي الجوهرة وبوابة الأرض إلى السماء، داعيًا في يوم القدس العالمي لتثبيت البوصلة نحو القدس.
وشدَّد الشيخ صبري إلى أنَّه علينا أن نذكر القدس في كل يوم وكل وقت لأنها لا تزال حتى الآن تحت نيران الاحتلال والتهويد فيها مستمر نظرًا لانشغال العالم العربي والإسلامي عنها.
وأضاف أنَّ "العدو يحاربنا في القدس ديمغرافيا ولهذا استهدف حي الشيخ جراح، ولا بد من العناية بالقدس"، طالبًا دعم عوامل ثبات المقدسيين في مدينتهم، وهبة باب العمود الأخيرة أكدت أن الأطفال لم ينسوا قضيتهم، وأنهم الجيل الثالث في التصدي للاحتلال.
وأوضح الشيخ صبري أنَّ القدس أمانة في أعناقنا جميعا، وتحتاج إلى الدعم الحقيقي عبر تحشيد طاقات العرب والمسلمين للنشاط السياسي من أجل انهاء الاحتلال.
السيد نصر الله
أكُد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أنّ هبة القدس في الأسابيع الماضية أظهرت حضور شباب القدس البواسل في الميدان ومواجهتهم آلة البطش الصهيونية، مشيراً إلى أنّ تفاعل الضفّة ودخول قطاع غزّة عسكرياً بشكلٍ مدروس لنصرة القدس تطوّر مهم جداً.
السيد نصرالله وفي كلمةٍ له خلال فعّالية "المنبر الموحّد" دعماً لفلسطين شدّد على التزام المقاومة وإيمانها وتمسّكها بمسؤولياتها تجاه القضية، داعياً للمزيد من الحضور والتعبير المناسب عن الموقف الصادق والمؤمن والشجاع تجاه القدس وفلسطين.
ورأى سماحته أنّ الأحداث الأخيرة تؤكّد تمسّك الشعب الفلسطيني بحقوقه وعدم تخليه عن أي من هذه الحقوق، وأنّ العملية البطولية الأخيرة في الضفّة الغربية شكل من أشكال الإصرار على ذلك.
واعتبر السيد نصر الله أنّة الأجيال الفلسطينية الشابة ما زالت تحمل الدّم والروح والإستعداد للتّضحية وتسير في طريق النصر القادم.
وقال سماحته إنّ ثبات محور المقاومة وتجاوزه لأخطر مرحلة استهدفت وجوده في المنطقة وعلى مستوى الإقليم يحتّم رفع المسؤولية تجاه قضية الأمّة.
وأكّد أنّ محور المقاومة جاد وصادق وحقيقي على عكس كلام الأنظمة العربية فيما مضى، وأنّه يتكامل ويتضامن ويتعاون وينسّق، مما يجعلنا نشعر بأنّ القدس أقرب.
وأضاف أنّه في الوقت الذي نشهد فيه صلابة محور المقاومة رغم الصعوبات والحروب والحصار والتّحريض، نرى تداعي المحاور الأخرى التي كانت تقود الحروب على المقاومة في المنطقة.
وفي السياق، لفت السيد نصر الله إلى أنّ الأزمات العميقة داخل كيان العدو بدأت تظهر بشكل قوي وواضح، فيما يُبدي الكثير من المحلّلين الصهاينة قلقهم على بقاء كيان العدو وسط هذه الأزمات.
السيد نصر الله شدّد على أنّ التطبيع يجب أن يرفع صوت قوى المقاومة الحرة في الأمة، وهو يزيد مسؤولية المواجهة، مشيراً إلى أنّ الدول المطبّعة لم تكن في يوم من الأيام جزءاً من المعركة حتى يكون خروجها مؤثراً على مسار هذه المعركة.
وتابع أنّ المسؤولية اليوم هي تقديم كافة أشكال الدعم للمقاومة الفلسطينية، وأن تشتدّ قوة محور المقاومة لأنّ مستقبل المنطقة يصنعه هذا المحور.
وأضاف أنّ الصهاينة يعرفون في قرارة أنفسهم أنّ هذا الكيان لا مستقبل له، وأنّ عمره المتبقي قصير جداً، ولذلك هم يضيعون جهودهم ودماءهم بلا طائل.
ورأى سماحته أنّ المنطق السليم الذي يجب أن يوجّه إلى كلّ المحتلين والغزاة أنّ عليهم ترك الأرض التي احتلوها، وإلّا سيتمّ إعادتهم بالقوة أو بغيرها إلى الأماكن التي أتوا منها.
ختاماً أكّد السيد نصرالله أنّه طالما أنّ الشعب الفلسطيني متمسّك بحقوقه ويواصل نضاله، فلن يستطيع المتخاذلون أن يصفوا القضية الفلسطينية، لأنّ جهاد هذا الشعب حجّة على كلّ عربي ومسلم وعلى كلّ إنسان حرّ في هذا العالم.