احتفالاً بمناسبة يوم القدس العالمي، ألقى عددٌ من قادة محور المقاومة في العالم العربي كلمات ضمن فعاليات "منبر القدس" السنوي، للتأكيد على ثابتة دعم فلسطين.
السيد نصرالله: حزب الله في خط المواجهة الأمامية للدفاع عن القدس
أكَّد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في "فعاليات منبر القدس" أنَّ القدس هي مسؤولية الأمة جمعاء، مشددًا على أنَّ "حزب الله كجزء من هذه الأمة نعتبر أنفسنا في خط المواجهة الأمامية إلى جانب إخوتنا الأعزاء والمجاهدين الشرفاء في فصائل المقاومة الفلسطينية، نعمل من هذا الموقع ونتحمل كل التبعات والضغوط ونتطلع إلى اليوم الذي ستعود فيه القدس إلى أهلها و إلى الأمة".
وأشار السيد نصر الله إلى أنَّه "نحن نعلم أن السبب الأهم لما نتعرض له في لبنان وكذلك لما تتعرض له دول وحركات المقاومة في منطقتنا، كل من ينتمي إلى هذا الخط إلى هذا المحور إلى هذه الفكرة إلى هذا الأصل إلى هذا الهدف، ما نتعرض له من حصار وعقوبات وتضييق على المستوى الدولي والإقليمي والداخلي هدفه الأساسي هو التخلي عن القدس وعن فلسطين وعن منطق المقاومة وثقافة المقاومة، هدفه الحقيقي هو دفعنا جميعا للاستسلام لإرادة أمريكا واسرائيل في تثبيت وجود الكيان الغاصب، وأيضا للقبول بالتطبيع بكل أشكال التطبيع مع هذا الكيان من قبل كل دول المنطقة، وأيضا القبول بالفتات الذي يقدم للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة".
وبيَّن أنَّ الصمود هنا في مواجهة هذه التضييقات والحصار والإرهاب والتهديد، هو جزء أساسي من معركة المقاومة من معركة المصير والمستقبل وصنع المستقبل، لافتًا إلى أنَّه "كما لم يسقطنا القتل والاغتيال والحروب لن يسقطنا الحصار والضغوط والإرهاب والتشويه".
وقال سماحته: "مجددًا تطل علينا هذه المناسبة العظيمة، المناسبة الإيمانية والجهاديه والعبادية، مناسبة اليوم العالمي للقدس أو يوم القدس العالمي، وليتبّين لنا أنه يومًا بعد يوم مدى بلاغة وعظمة الحكمة التي تجلت في إعلان الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه لآخر يوم من شهر رمضان المبارك يومًا عالميًا للقدس، ودعوته لشعوب الأمة وللعالم أجمع بإحياء هذه المناسبة واعتبارها يومًا مركزيًا للقدس ولفلسطين ولشعب فلسطين ولهذه المعركة التاريخية الكبرى".
وأضاف: "يتبين ذلك يومًا بعد يوم عندما نرى أن هذه القضية تضج بالحياة من جديد، تجد لها المزيد من الأنصار المؤيدين المفكرين المنظرين المتعاطفين، وأيضًا المجاهدين المستعدين للتضحية من أجلها، في الوقت الذي كانت استراتيجية العدو منذ البداية، يعني العدو الذي أسس هذا الكيان، أقصد الاستكبار العالمي والحركة الصهيونية ومن تعاون معهم خلف الستار من حكومات وأنظمة في العالم العربي، كانت استراتيجيتهم الرهان على الوقت، أن هذه القضية تنسى مع الوقت، أن هذه القضية تستهلكها الأحداث، وتصبح نسيًا منسيًا مع الزمن، وأن شعوب المنطقة ومن جملتها شعب الفلسطينين وأمام ما تواجهه من تحديات وابتلاءات وصعوبات سوف تتخلى بشكل أو بآخر عن هذه القضية أو في الحد الأدنى لن تبقى في أعلى سلم الأولويات".
وعن استراتيجية جيش الإحتلال الإسرائيلي، أشار السيد نصر الله إلى أنَّه "كانت استراتيجيتهم دائمًا تراهن على يأس الشعب الفلسطيني وشعوبنا وأمتنا، وعلى الإحباط والاعتقاد بأنه لا يوجد أمامنا أي أفق، وما علينا سوى الاستسلام والقبول بالفتات الذي يعرض على الفلسطينيين في فلسطين، وعلى بقية شعوب المنطقة في القضايا التي ما زالت عالقة مع الكيان الغاصب، سواء مع لبنان أو سوريا على سبيل المثال".
وارأى أنَّ "الرهان كان على النسيان، والتعب واليأس والإحباط، وفي نهاية المطاف على الاستسلام والقبول،وما يجري هو العكس تمامًا، ببركة الإيمان والجهاد، ببركة التضحيات والبصيرة التي تعبر عنها دول وقوى وحركات وشعوب محور المقاومة، هذا الإيمان، هذا الحضور، هذا الصمود، هذا التحدي، هذا العمل الدؤوب، جعل النتائج مختلفة تمام".
كما لفت السيد نصر الله إلى أنَّ "القدس تعود اليوم لتكون هي القضية الهدف، وهي القضية الأساس ولتكون هي المحور لكل محور المقاومة، ولذلك أطلق هذا العام عنوان أو شعار "القدس هي المحور"، محورنا، محور المقاومة المتعاظم، يجب أن يسمى أيضًا محور القدس بحق، لأنه في الحقيقة القدس هي النقطة المركزية الجامعة بين هذه الدول والشعوب والحركات والأحزاب وفصائل المقاومة وكل النخب سواء في محور المقاومة أو على مستوى شعوب الأمة".
وبيَّن أنَّ "القدس تعود اليوم إلى الفكرة والوعي والعاطفة والمشاعر والوجدان، ولكنها وهو الأهم، تعود أيضًا وبقوة إلى الميدان، بل إلى كل الميادين، من أجل القدس تبنى اليوم جيوش حقيقية وقوى ومقاتلون أولوا بأس شديد، عقولهم وعيونهم وقلوبهم وروحهم شاخصة إلى القدس ومشدودة إليها".
وأضاف: "تعود القدس اليوم ولها سيف في غزة، يدافع عنها كما حصل في العام الماضي في معركة سيف القدس، وقد شاهدنا في الأيام والأسابيع الماضية من شهر رمضان، كيف كانت معركة القدس حاضرة بقوة في وجدان الشعب الفلسطيني وأيضًا في عقل العدو وحسابات العدو وقرارات العدو وتهيب العدو".
وتابع السيد نصر الله: "تعود القدس ولها اليوم محور يتجمع ليصنع معادلته الإقليمية القوية والصلبة من أجل حمايتها أولا، ومن أجل تحريرها ثانيا إن شاء الله، هذه المعادلة التي أنا اليوم أؤكد عليها والتي نعمل لاستكمال كل عناصرها القوية والمتينة والمتكاملة إن شاء الله.
وأوضح أنَّ "القدس تعود وشعبها في فلسطين وداخل الـ 48 وغزة، بصنع الملاحم التي تهز الكيان كما حصل في الأيام القليلة الماضية، وتثبت لهذا الكيان ولأسياده في العالم، أن هذا الشعب الفلسطيني الأبي والمظلوم والصامد والصابر والمجاهد لا يمكن أن ينسى ولا يمكن أن يتيه ولا يمكن أن ييأس أو يتنازل أو يستسلم، ولن يغادر أبدًا أرضه مهما ضاقت أيامه وصعبت معيشته وعظمت تضحياته، في آخر المطاف من عليه أن يغادر هو المحتل والغاصب".
وعاهد السيد نصر الله الشهداء "الذين قضوا على طريق القدس من الرجال والنساء والصغار والكبار في كل المنطقة ودول الجوار، وفي مقدمهم شهيد القدس القائد الكبير والملهم الحاج قاسم سليماني، الذي أمضى حياته في خدمة هذا الهدف وهذا الطريق، وهذا المحور، وشهد كثيرا من جهاده وتضحيات هذا المحور، وشهد العديد من انتصاراته، وكان يتوق دوما لمشاهدة الانتصار الكبير والحاسم الآتي إن شاء الله".
النخالة: لن نتراجع أو نساوم
أكد الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين زياد النخالة في فعاليات "منبر القدس" إحتفالاً بمناسبة يوم القدس العالمي أننا لن نتراجع ولن نساوم حتى النصر وأن إيران تقف بكل عنفوانها والتزامها بتحرير فلسطين وتحتضن المقاومة وعوائل الشهداء، مضيفًا أن مقاتلينا يغطون مساحة فلسطين بأكملها بمدنها وقراها، وامتدادًا من المعتقلات ونفق الحرية وكتيبة جنين إلى فلسطين عام 48 والضفة والقدس وغزة
وقال النخالة إن الحاج قاسم (سليماني) كان شهيد القدس يجوب كل بقاع الأرض مدافعًا، حتى ارتقى وأصبح أيقونة لكل الذين يقاتلون من أجل القدس.
واعتبر أن سيف القدس هو مشروع دومًا دفاعًا عن القدس التي لن تنحني ولن تستسلم للغزاة والقتلة وحثالة التاريخ، مضيفًا أن شعبنا المقاتل والعنيد يقدم الشهداء ويضحي بكل ما يملك حتى تبقى القدس إسلامية وهو يصطف لكسر التغول الصهيوني ويعلن أن القدس لنا وهو يثبت ذلك بصموده ورباطه.
ورأى أن هذا النهوض الفلسطيني الذي يغطي الأفق ويفرض نفسه بتضحياته على قوى الظلم لن يتراجع أو يساوم حتى النصر، لافتًا الى أنه كان مؤلماً أن يترك الشعب الفلسطيني في هذه الظروف من أشقائه وهناك من أبرق رسائل تهنئة للاحتلال.
واشار النخالة الى أنه كل يوم القدس، الذي أطلقه الإمام الخميني (رضوان الله عليه) يومًا تجتمع فيه كلمة المسلمين في كل أنحاء العالم نصرة للقدس ولفلسطين ولشعبنا المقاوم.
هنية: يوم القدس العالمي أصبح يوما خالداً وثابتا في ذاكرة الأجيال
بدوره، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أنَّ "يوم القدس العالمي أصبح يومًا خالدًا وثابتًا في ذاكرة الأجيال"، واليوم، "يأتي يوم القدس العالمي على وقع الأحداث الضخمة والكبيرة التي تعيشها القدس، فالعمليات البطولية في الضفة الغربية والداخل المحتل سجلت نقاطًا مهمة في مقدمتها أنَّ خيار المقاومة هو خيار شعبنا، وأنَّ العمليات البطولية هي روح تسري في أوصال شعبنا وخيار استراتيجي للتحرير والعودة والصلاة في المسجد الأقصى".
هنيّة أكد أنَّ "العمليات البطولية سجلت أهمية الضفة الغربية ورجالها الميامين في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني وفي إعادة التوازن لهذا الصراع"، وأنَّ "موجة المقاومة الجديدة تأكيد على أنَّ قضية القدس والمسجد الأقصى وحق العودة وتحرير الأسرى لا يمكن أن تحسم على طاولة المفاوضات"
وعن التطبيع مع كيان العدو وإقامة العلاقات معه من بعض الحكومات العربية، اعتبر هنية أنَّ ذلك "شجع الاحتلال على الإسراع في محاولة حسم المعركة على الأقصى"، مؤكدًا على "ضرورة التراجع عن خطوات التطبيع التي تضر بالمنطقة والدول العربية والقدس والأقصى، فالاحتلال يشرعن وجوده عبر اتفاقيات التطبيع ويشرعن مشاريعه لتصفية القضية الفلسطينية، كما أنَّه يستغل انشغال العالم في الحرب الروسية الأوكرانية ويسعى لتمرير مشاريعه تجاه القدس والمسجد الأقصى"، لافتًا إلى أنَّ "شعبنا في كل أماكن تواجده أفشل المخطط الإسرائيلي تجاه المسجد الأقصى خلال الأيام الماضية، وما جرى في القدس والمسجد الأقصى كشف شراسة المعركة بيننا وبين المحتلين الصهاينة وأكد أن كل محاولات احتواء الشعب الفلسطيني فشلت".
وأضاف هنية أنَّ "غزة المقاومة العنيدة التي سجلت انتصارًا عظيمًا في معركة سيف القدس أكدت أنها لا يمكن أن تكون بعيدة عن الصراع في القدس، كما أكدت أنه لا يمكن السكوت عن تجاوز الخطوط الحمراء في القدس والمسجد الأقصى، إذ لا أمن ولا استقرار في المنطقة ما لم ينعم الشعب الفلسطيني بحقه الكامل في أرضه ووطنه والمسجد الأقصى والقدس".
وختم هنيّة "أبلغنا كل الأطراف أنَّ شعوبنا وأمتنا لا يمكن أن تقبل بتغيير طابع المسجد الأقصى وسنفشل مخططات التهويد والتقسيم والاستيطان، وأي تجاوز للعدو للخطوط الحمراء أو ارتكاب أي حماقة قد تحول الصراع إلى معركة إقليمية".
السيد الحوثي: نتبنّى معادلة السيد نصر الله
من ناحيته، قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي قال في كلمته إن "يوم القدس العالمي، كما هو مناسبة مهمة لتذكير الأمة بمسؤوليتها تجاه مقدساتها وأبنائها في فلسطين وتجاه بلد هو جزء من البلاد الإسلامية وكما هو استنهاض للأمة وللشعوب للتحرك الجاد الواعي الشامل لاستعادة الحق ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم هي أيضا مناسبة هامة لتوحيد الأمة حول هذه القضية لتتبنى الموقف الصحيح الموحد"، وأضاف "هذه القضية هي من أوضح القضايا التي لا التباس فيها ويعترف أبناء الأمة حتى من أظهر انحرافهم وأعلنوه مؤخرا تحت عنوان التطبيع، فقد سبقه الاقرار، وإجماع الأمة على مظلومية الشعب الفلسطيني وإجماع الأمة على أن استعادة المقدسات وتطهير فلسطين من رجس الصهاينة اليهود، هي مسؤولية تقع على عاتق المسلمين وهذا الوضوح وفي هذه القضية، و المظلومية البينة والحق الثابت عامل مهم ومساعد على توحيد صف الأمة في موقف موحد لمساندة الشعب الفلسطيني، ودعم المجاهدين في فلسطين وتبني المعركة والإسهام فيها بما تقتضيه ظروفها، وتطوراتها ولوازمها إن الشعب اليمني، يمن الإيمان والحكمة وانطلاقا من مبادئه الإسلامية، واستنادا إلى هويته الإيمانية، ثابت على موقفه الواضح الصريح المبدئي الديني بالتمسك بحق الشعب الفلسطيني، والعالم الإسلامي باستعادة المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف وتطهير كامل فلسطين من رجس الصهاينة اليهود، ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني الذي هو جزء من الأمة الإسلامية، لا يجوز لها التفريط به و بأرضه وبحقوقه المشروعة وبمقدساتها هناك، وإن هذه المسؤولية بقدر ما هي مسؤولية هي الخيار الصحيح الواقعي القابل للتحقيق والمرتبط بالوعد الإلهي الحق قال الله تعالى "فإذا جاء وعد الآخرة ليسوء وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا"، وقال تعالى "وإن عدتم عدنا".
وجزم بأن "شعبا العزيز وإلى جانب أحرار الأمة، ومحور المقاومة والجهاد سيسعى إلى تضافر الجهود ورفع مستوى التعاون والتنسيق في إطار هذا الهدف المقدس والنهوض بهذه المسؤولية الدينية والإنسانية باعتبار ذلك من أسمى وأقدس وأشرف ما تجتمع عليه الأمة ومن أرقى مصاديق التعاون على البر والتقوى، كما قال تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى" كما هو أيضا من مصاديق الاستجابة الواعية لنداءات شعبنا الفلسطيني المظلوم التي تتحم الاستجابة لها في إطار الأخوة الإسلامية كما ورد في الحديث النبوي الشريف "من لا يهتم بأمر المسلمين فليس من المسلمين، ومن سمع مناديا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس منهم"".
وأعلن "تبنّينا الجاد والصادق للمعادلة التي أطلقها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يحفظه الله والتي جاء فيها أن أي تهديد وجودي للقدس يعني حربا إقليمية"، وقال "لن نتوانى عن المشاركة بكل ما نستطيع مع أحرار الأمة والشعب الفلسطيني والمجاهدين في فلسطين وإخوتنا في محور المقاومة والجهاد إن الحقيقة التي نؤمن بها، وإيماننا بها جزء من إيماننا بكتاب الله، القرآن الكريم ومن إيماننا بوعد الله الحق أن الكيان الصهيوني في سيطرته على فلسطين كيان مؤقت محتوم زواله، ومحتوم الانتصار عليه على أيدي عباد الله الموعودين وهي الحقيقة التي يشهد لها الواقع في كل ما يعتبر فيه من عوامل الزوال التي هي موجودة وكامنة في تركيبة ووضع وظروف الكيان الصهيوني وممارساته، وفي مؤشرات الانحدار نحو الزوال التي باتت ظاهرة ويعترف بها الكثير من قادته ومفكريه، وحسبنا الله ونعم الوكيل والعاقبة للمتقين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
الجبهة الشعبية: إرادة شعب فلسطين ومن خلفه محور المقاومة ستصنع النصر المؤزر
نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، كانت له كلمة أيضًا، عبّر فيها عن مبادرة الإمام الخميني لإحياء يوم القدس أنَّها "وضعت الضمير العالمي أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية"، وأنَّ "انتصار الثورة الإسلامية في إيران أسهم بإضافة قوى ثورية في العالم تقف إلى جانب حقوق الشعوب المظلومة وخصوصًا شعب فلسطين".
وأشار إلى أنَّ "إيران تسهم وتدعم بكل قوة محور المقاومة في العالم العربي وخاصة المقاومة الفلسطينية" وأنَّ "شعب فلسطين شعب لا يعرف اليأس ولا التراجع عن حقوقه في وطنه، فـ 74 عامًا من النكبة والاحتلال لم تضعف عزيمة وإرادة الشعب الفلسطيني وتمسكه بإرادته ووطنه".
قادة محور المقاومة من "منبر القدس": كيان العدو إلى زوال
ولفت فؤاد إلى أنَّ "تداعيات الصراع العربي الصهيوني تقول إنَّ الاحتلال إلى زوال وما يسمى بـ"دولة العدو" إلى زوال ولو ملكت عناصر قوة".
وتابع: "في يوم القدس العالمي سيبقى محور المقاومة المدافع عن المقدسات وفي مقدمتها القدس والمحامي عن الامة".
وبيَّن أن الإرادة الحرة للشعب الفلسطيني ومن خلفه محور المقاومة وعلى رأسهم إيران وسوريا، ستصنع النصر المؤزر، وإن طال الزمن، لأن الشعوب الحرة لا تبيع أوطانها ولا تتنازل عن حقوقها.
كما استذكر نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ما قدمه المناضل الشجاع قاسم سليماني لدعم إمكانات المقاومة الفلسطينية التسليحية، سواء كان ذلك في غزة أو في مناطق أخرى، وما قدمه أيضا لقوى المقاومة في الأقطار العربية المختلفة.
كما توجه بالتحية إلى الإمام الخامنئي وللقيادة الإيرانية ولكل الشعب الإيراني الشقيق، متمنياً للجمهورية الإسلامية، وللشعب الإيراني الشقيق المزيد من التقدم والتطور وتحقيق الانتصارات.
آية الله قاسم: الشعب البحريني معني بالدفاع عن قدسية الاسلام
المرجع البحريني الكبير آية الله الشيخ عيسى قاسم: المسجد الأقصى يعاني من أكثف وأقذر وأخطر وأشرس الهجمات الصهيونية العدائية بما يعني تهديد من أكبر التهديد الجدي لقدسيّته ودوره الالهي العظيم ويعاني المسلمون الفلسطينيون من سفك الدماء واستباحة الحرمات ما يعانون"، ولفت الى أن "ساحة الجهاد تشهد من فدائيتهم وتضحياتهم ما يشهد ببطولاتهم العظيمة وغيرتهم على الإسلام واستعدادهم الذي يندر مثله".
وتوجّه الى الشعب الحر في البحرين بالقول "أنتم معنيون أصلا و مطلقا، كسائر شعوب أمتنا المجيدة بالدفاع عن حرمة الإسلام وقدسيته وعزته وصفائه بما أنتم عليه من صدق الإيمان والإباء الذي تغنى به النفس المؤمنة بما تعلمتموه من مدرسة الولاء الإسلامي وقادته المعصومين كالإمام الحسين عليه السلام الذي رفض الركوع إلا لله والخضوع إلا لعظمته والمسارعة لامتثال أمره. وأنتم وبمقتضى عزتكم وكرامتكم وإحساسكم الكبير بمشاركتكم ترون أن عليكم أن تغسلوا عار التطبيع الذي ارتكبه السياسة المحلية"، وخاطبه.. أيها الشعب الأبي الكريم لن ترضوا إلا أن تكونوا في مقدمة الشعوب التي تحيي يوم القدس العالمي كما هو أهله نحن جميعا على أبواب يوم القدس العالمي الذي يفرض علينا أن نستحضر كل تفاصيل المحنة التي يعاني منها المسجد الأقصى والقدس وفلسطين والأمة الإسلامية كلها من عدوان الصهيونية ومكائدها وتأمرها وتهديداتها لهوية الأمة بوجودها، فضلا عن كل مصالحها وحدتها، خاصة بعد مأساة التطبيع الخيانية مع هذا العدو اللدود الذي انخرطت فيه دول عربية متعدده لتدخل في حرب في مواجهة الأمة في جبهة واحدة مع الصهيونية الشريرة ومسانديها من شياطين الاستكبار العالمي ورغم ذلك فإن الدولة الصهيونية محكوم عليه بأنها دولة مؤقتة وزائلة وأن مألها إلى مزبلة التاريخ، ذلك لمعاداتها لكل القيم الرفيعة قدما، قدما".
وختم "هذه الأيام لابدّ أن ينطق بكل قوة اجماع الشعوب الإسلامية والعربية على مواجهة الغطرسة الصهيونية ومخططاتها الخبيثة ومخطط التطبيع الجريمة التي لا لينا فيها ولا توقف حتى نكتسح هذا الوجود الشيطاني، ونطيح بهذا التطبيع الخبيث".
العامري: بشائر التحرير تنطلق من العراق
من جهته، أكد رئيس تحالف الفتح هادي العامري أن استمرار احتلال العدو للمسجد الأقصى جريمة يجب أن تنتهي وجرح عميق في وجدان الأمة، معتبرًا أن "إسرائيل" زائلة بوعد الله ورسوله وكل الشواهد الراهنة تدل على أن هذا الكيان اللقيط لا يمتلك مقومات البقاء.
واعتبر العامري أن الكيان الصهيوني كيان زائل وكلما انقضى يومٌ من محنة الشعب الفلسطيني المقاوم انقضى يوم من رخاء هذا الكيان المهزوم، معتبرًا أن إدراك حقيقة العدو وعقيدته الفاسدة وخطورته هي بداية تحقيق النصر.
ورأى أن جهود المقاومة في العراق مستمرة نحو التحرير والانعتاق من هيمنة النفوذ الأمريكي الذي طور أساليبه إلى الاحتلال السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي، مضيفًا أن هذه المقاومة تشعر بعمق الارتباط بين تحرير العراق وتحرير القدس وكل فلسطين فهي تواجه المشروعين الصهيوني والأمريكي.
واشار العامري الى أن مواقف شعبنا العزيز والمرجعية العليا هي مع القدس والشعب الفلسطيني وترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، ونحن نتطلع إلى دورنا التاريخي المقدس والكبير ولهذا كانت الفصائل العراقية حاضرة في الميدان لأداء واجبها المقدس في معركة تحرير فلسطين.
وبيّن العامري أن بشائر التحرير تنطلق من العراق وهذا وعد إلهي نعتقد به والكيان الصهيوني يعلم به.
ولفت رئيس تحالف الفتح الى أن العرب يتسابقون في الانحدار نحو التطبيع ويبقى يوم القدس هو مشروع الأمل والمقاومة لاستنهاض الأمة وشحذ الهمم، وما دعوة الإمام الخميني (قدس الله سره) ليوم القدس ليست رسالة إعلامية بل مشروع تحرير استراتيجي من أجل حشد كل الطاقات.
طلال ناجي: لإحياء يوم القدس والتصدي للمخططات الصهيونية
من جانبه، أكد الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال ناجي أن يوم القدس العالمي جاء للحفاظ على دعم مدينة القدس وأهلها ودعم رباطهم في المسجد الأقصى المبارك، وحيّا يوم القدس تعزيزًا لصمود أهلنا في القدس ليتمكنوا من الاستمرار في دفاعهم عن المقدسات.
واعتبر ناجي أن مدينة القدس تتعرض لانتهاكات يومية واعتداءات من عصابات المستوطنين.
ولفت الى أن الشهيد قاسم سليماني له الفضل الكبير في تطوير قدرات فصائل المقاومة تدريبًا وتسليحًا وأداءً، وأمريكا اغتالته نظرًا لدوره الكبير في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
ورأى أن إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية تواصلت مع الثورة الفلسطينية ودعمتها بكل أشكال الدعم، والإمام الخميني استشرف المخاطر التي تتهدد القدس والمقدسات فدعا أحرار العالم لإحياء يوم القدس العالمي.
خطيب الأقصى: الأمة ملزمة بدعم المقدسيين
خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري رأى أن ما حصل في خلال شهر رمضان المبارك يؤكد الأطماع الصهيونية في المسجد الأقصى المبارك والاقتحامات المتعددة، مشيرًا الى أن هذه الاقتحامات لن تتمّ إلا بحراسة من السلطات المحتلة ولا يجرؤ أي يهودي أن يدخل أو يقتحم الأقصى إلا بحراسة للدلالة على أنه معتدٍ وأيضا للدلالة على أن الأقصى ليس لهم".
وقال في كلمته إن "الانتهاكات التي حصلت بحق الأقصى تدل على أن الأقصى ليس له حرمة لديهم وأنه ليس مقدس لديهم وأن ما حصل كان خسارة لدى الشباب من حيث الاعتقال الذي زاد اعتقالهم عن ست مائة شاب وعدد الجرحى زاد عددهم عن خمسة مائة شاب في خلال شهر رمضان المبارك وكانت معظم الإصابات في الرأس وفي العين لكن رغم هذا البطش لم تتمكن سلطات الاحتلال من إدخال القرابين إلى الأقصى، فشلوا في إدخال القرابين كذلك فشلوا في مسيرة الأعلام التي كانت تأتي إلى باب منطقة باب العمود ويرقصون ويعربدون، وهذا مما أدى إلى استفزاز المقدسين خلال هذه الفترة فلم يأتوا هذه السنة بحمد لله قد فشلوا. وهكذا نحن مرابطون أقصويون معتكفون بمشيئة الله. نقول أولا أن القدس ليست لأهل فلسطين لوحدهم".
وتابع "الأمة بشكل عام نعم ملزمة بدعم المقدسيين ودعم صمودهم، لكن كشعوب متعاطفة معنا لكن نحن نخاطب الآن الحكومات. الرسمية العربية والإسلامية لتقوم بدورها الذي يجب أن تقوم به في دعمها للقدس والأقصى مع التأكيد على أن المقدسين يقومون بواجبهم ضمن إمكاناتهم نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء. وهذا لن يعفي المسلمين من المسؤولية، لا شك أن هذا التطبيع أمرا مؤلما ومذلا وقد كان سابقا أسفل الطاولة تحت الطاولة، والآن هو فوق الطاولة، وبالتالي نرى أن هذا التطبيع لن يؤثر علينا لأن هذه الدول لم تكن أصلا تدعم قضيتنا كما يجب وإنما كان الدعم شكلي والان الصورة أصبحت واضحة في موضوع التحيز وموضوع الانجرار. نحو الاحتلال، وهذا يذكرنا بما حصل مع المسلمين أيام الحروب الصليبية في دعم بعض الكيانات للعدو الغازي وهم الصليبيون، وبالتالي لا نجزع ولا نيأس مما يحصل الآن نحن أملنا بالله كبير وأن ساعة الصفر قريبة بمشيئة الله وفرجنا قريب والأمل وعريض بمشيئة الله والله مع العاملين. وقل اعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. صدق الله العظيم شكرا جزيلا".
المطران عطا الله: القدس أمانة في أعناقنا
بدوره، رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرذوذكس في القدس المطران عطا الله حنا شدّد على أن "القدس كانت وستبقى لأهلها، وسياسات الاستعمار والاحتلال فيها هي باطلة وغير قانونية وغير شرعية، والفلسطينيون جميعا يتصدون للاحتلال ويرفضون سياسات الاحتلال ويقولون لا وألف لا للاحتلال وممارساته وقمعه وظلمه الذي يستهدف شعبنا الفلسطيني كله وخاصة في مدينة القدس".
وفي كلمته ضمن الفعالية، أشار الى أن التعدي على الأقصى هو تعدٍ على كنيسة القيامة، ومن يعتدي على المسلمين في مقدساتهم يعتدي على المسيحيين في مقدساتهم، وكما يستهدف الأقصى هكذا تستهدف أيضا مقدساتنا وأوقافنا المسيحية"، وأردف "أولئك الذين يتآمرون على الأقصى بهدف تقسيمه زمنيا ومكانيا هما ذاتهم المتآمرون على المسيحيين في أوقافهم ومقدساتهم وحتى في أعيادهم. لا يريدوننا أن نحتفل في أعيادنا.. لا يريدوننا أن نعبر عن انتمائنا وتعلقنا بالقدس ومقدساتها هما يتمنون ويعملون على أن يحزم المقدسين أمتعتهم ويغادروا مدينتهم وهذا لن يحدث".
وقال المطران حنا "المقدسيون باقون. المقدسيون مرابطون المقدسيون مدافعون حقيقيون بإسم الأمة كلها عن هذه البقعة المباركة وعن هذه المقدسات سواء كانت إسلامية أم مسيحية. المقدسيون ومعهم الفلسطينيون جميعا ومعنا الأحرار من أبناء أمتنا العربية وكل المسلمين والمسيحيين الأحرار المؤمنين بعدالة هذه القضية. معا، وسويا نحن في خندق واحد وكعائلة واحدة ندافع عن القدس ولن ينجح الاحتلال في سرقة القدس من أهلها وأصحابها.. نحن أصحاب البيت المقدسيون والفلسطينيون هما أصحاب القدس. ولن نتخلى عن واجبنا و عن حقنا في أن نكون. حماة للقدس ومقدساتها وهويتها العربية الفلسطينية".
المطران حنا ناشد الفلسطينيين بضرورة أن يتوحّدوا أن يضعوا الانقسامات جانبا وأن يكون موحدين لأن وحدة الفلسطينيين هي قوة لهما في الدفاع عن أنبل وأعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث، وطالب "أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج الفارسي إلى المسلمين في كل مكان وإلى المسيحيين في كل مكان بأن تتوحّد دفاعا عن القدس التي هي أمانة في أعناقنا وفي يوم القدس العالمي نؤكد بأنه لا يضيع حق وراءه مطالب".
مفتي أهل السنة في العراق: جريمة التطبيع لن يغفرها الله سلام
أما مفتي أهل السنة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي فتوجّه إلى الخونة وإلى المطبعين الذين باعوا دينهم وباعوا ضميرهم من أجل أن يذهبوا إلى أرذل ما يحمل الإنسان من الكره والعداوة، فقال "هذه الجريمة التي لن يغفرها الله سبحانه وتعالى، ولن يغفرها أي مسلم شريف"، ودعا العلماء والخطباء والدعاة جميعا الى وقفة واحدة".