أكد سماحة قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، لدى استقباله المشاركين في الاجتماع السابع للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، ان الجمهورية الاسلامية استلهمت من معين أهل البيت عليهم السلام فدحرت وحش الاستكبار وتقدمت، وباعتراف الاستكبار فان ايران احبطت الكثير من مخططاتهم.
وشدّد سماحته ان عظمة ومحبوبية أهل بيت العصمة والطهارة (ع) في العالم الاسلامي لا نظير لها، مؤكدا "الجمهورية الاسلامية وباعتبارها علما يرفرف باسم أهل البيت (ع) في وجه نظام الهيمنة، تؤمن بأن أي حد فاصل مذهبي وقومي وفئوي وعرقي ليس حقيقيا وان الحد الفاصل الوحيد والبارز والحقيقي وهو الفاصل بين العالم الاسلامي وبين جبهة الكفر والاستكبار العالمي.
واوصى سماحته المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بصورة مؤكدة للاستلهام من عظمة ومحبوبية أهل البيت (ع) في العالم الاسلامي، قائلا: "ان المجمع يجب ان يكون قاعدة ومكانا لاستلهام كافة المسلمين والارواح التواقة الى معارف اهل البيت (ع) ويؤدي عمله بصورة يصبح فيها زينا لهم .
واعتبر الإمام الخامنئي معارف اهل البيت (ع) مجموعة كاملة تحوي جميع احتياجات آحاد البشر والمجتمعات البشرية، وأكمل سماحته: "ان المجتمعات الاسلامية هي اليوم بحاجة ماسة لكافة أبعاد معارف أهل البيت (ع)، وعلى المجمع العالمي ان يقوم بالتخطيط الدقيق والصائب واستخدام الأساليب المعقولة والأدوات المؤثرة، من اجل أداء هذا الواجب العظيم.
وفيما أشار سماحة قائد الثورة الاسلامية الى اللواء المرفوع لنظام الجمهورية الاسلامية امام نظام الاستكبار، أكد بأن اتباع أهل البيت (ع) والشيعة في العالم هم فخورون بقيام النظام الاسلامي بالوقوف وجها لوجه أمام وحش نظام الهيمنة، وافشال مخططاته، كما يعترف بذلك المستكبرون بأنفسهم.
واعتبر سماحته ان سر صمود الجمهورية الاسلامية هو الاستلهام من معين أهل البيت (ع)، واضاف: "ان هؤلاء الأنجم الزاهرة (ع) علمونا بمعارفهم النظرية وسيرتهم العملية كيف نسير في درب الاسلام العزيز بالتدبّر والعمل بالقرآن الكريم.
واعتبر آية الله العظمى الخامنئي لواء الجمهورية الاسلامية لواء العدالة والروحانية، واضاف " ان عالم الهيمنة الذي تستند كل عقيدته واعماله على الماديات والمال والقوة، من البديهي ومن الطبيعي ان يناهض هذا اللواء ويعاديه.
ووصف قائد الثورة، الولايات المتحدة بأنها رأس جبهة الاستكبار، وقال: "ان الامام الخميني استلهم من منهل القرآن العظيم وقام بتعليم الجميع بنبذ الحدود الفاصلة غير الحقيقية بين المجتمعات الاسلامية والاعتقاد بخط فاصل وحيد وهو الحد بين العالم الاسلامي وبين الكفر والاستكبار.
ونوه سماحته "بسبب هذا الايمان العميق تم ادراج دعم القضية الفلسطينية على جدول اعمال الثورة الاسلامية منذ الايام الاولى ووقف الامام الراحل مع القضية الفلسطينية بكل وجوده وان الجمهورية الاسلامية تعمل وفق هذه الهندسة السياسية التي رسمها الامام الراحل العظيم وستبقى وفيّة لها في المستقبل ايضا.
واعتبر آية الله العظمى الخامنئي ان سبب التعاطف المنقطع النظير بين الشعوب الاسلامية كافة وبين الشعب الايراني، هو التزام الشعب الايراني بالاستراتيجية التي رسمها الامام الراحل، أي نبذ خطوط الفصل المذهبية والطائفية والعرقية في العالم الاسلامي، واضاف: "من اجل هذا نادينا باستمرار جميع الدول الاسلامية الى عدم الاكتراث لقضايا مثل "الشيعة والسنة" و"العرب والعجم" وباقي خطوط الفصل، ودعونا الى العمل بالمبادئ والاصول.
وقال سماحته: ان قيام ايران بتشجيع الشعوب الأخرى على الصمود امام الغطرسة من اسباب غيظ نظام الهيمنة وعداوته لايران، مؤكدا "ان افشال المخططات الاميركية المجرمة في مختلف البلدان، والذي كان داعش نموذجا منها، هو سبب بث الدعايات الهائلة للتخويف من ايران والتخويف من الشيعة واتهام ايران بالتدخل في الدول الاخرى".
واكد سماحة قائد الثورة الاسلامية على عدم تدخل ايران في شؤون الدول الاخرى، معتبرا ان سبب التهم التي يكيلها المتغطرسون، هو ضعفهم وعجزهم عن ايقاف التطور اللافت للنظام الاسلامي، وقال: "بالطبع، يجب على الجميع ان يتحلوا باليقظة حيال السياسات الاستكبارية وعدم التماشي معها".
وشدّد قائد الثورة الإسلامية، ان السياسة الحالية للاستكبار هي تضخيم الفوارق وخطوط الفصل غير الحقيقية في العالم الاسلامي، واضاف: ان التحريض والتخطيط للحرب الشيعية السنية والسنية السنية والتي نراها اليوم في بعض البلدان، هو سياسة الشيطان الاكبر أي اميركا ويجب الحيطة والحذر حيالها .
ودعا سماحته أتباع اهل البيت الى ان يكونوا رواد التظافر والتعاضد، واضاف: كما قلنا منذ اليوم الاول، ان انشاء المجمع العالمي لأهل البيت (ع) لا يعني مواجهة غير الشيعة ومعاداتهم، ونحن قد مشينا منذ البداية حتى مع اخواننا من غير الشيعة الذين ساروا في الدرب الصحيح.
وردا على السؤال المطروح حول وجود القدرة على عداوة اعداء العالم الاسلامي، اكد سماحته ان القدرة على ايقاف ودحر الاستكبار هي موجودة بكل تاكيد نظرا للامكانيات المادية والمعنوية المتوفرة لدى العالم الاسلامي.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية "الحقائق والمعارف الاسلامية، والتوكل على الله سبحانه وتعالى، والنظرة التفاؤلية حيال التاريخ، وقضية المهدوية" من جملة الطاقات المعنوية لدى العالم الاسلامي، واشار الى الانسداد الفكري لدى الغرب والنظام الليبرالي، مؤكدا "بالطبع في المجال المادي فان المستكبرين قاموا بتعزيز قدراتهم بانتهاج الاستعمار واستغلال موارد العالم الاسلامي والتوسل بكافة الحيل والخدع، لكن الامكانيات الطبيعية المتوفرة لدى العالم الاسلامي من اجل التطور هي كثيرة جدا، وان اهمية نموذج واحد من هذه الامكانيات وهو النفط والغاز قد ظهرت جليا امام الجميع اليوم.
ملمّحاً سماحة قائد الثورة الاسلامية الىان الجمهورية الاسلامية وكأنموذج وواقع حي، استطاعت اليوم الصمود امام انواع العداوات والهجمات، وحولت تلك النبتة حديثة الزرع الى شجرة متجذرة، موضحا: ان القصد من الانموذج ليس استنساخ النظام السياسي بل التمسك بالمبادئ والقيم التي سنها الامام الراحل.
وفي الختام شدّد قائد الثورة الإسلامية على ان مستقبل العالم الاسلامي هو مستقبل زاهر، وبامكان المسلمين الشيعة القيام بدور هام فيه.