في تقرير لمراسل العلاقات العامة، في اللجنة المركزية لتكريم الإمام الخميني (قده)، صرح السيد حسن الخميني، خلال كلمة له في ندوة الحوار العالمية، قائلا : ان الثورة الإسلامية التي قامت في مجتمعنا، حملت رسالة إلى ما وراء حدود إيران، حيث كان لها صدى واسعا. فقبل الثورة، اذا ما أراد احد النضال، يتوجب ان يكون ذا افكار ماركسية، حتى ان الكفاح الفلسطيني كان، آنذاك، يساريا. وعلى عكس ذلك، جاءت الثورة الإسلامية برسالة هامة، وهي، عودة المعنويات إلى المجال الاجتماعي، حيث قامت ولأول مرة في العالم، ثورة دينية تعلن ان القيم الدينية، يجب أن تعود إلى الحياة الاجتماعية. ومشيرا إلى أن الثوار يبحثون عن السعادة في ثوراتهم، قال : هل يمكن تعريف السعادة جيدا، فقط، في الحياة المادية ؟ او يكون المنحى صياغة عالم، دون غد، يعترض حياة الإنسان بعد الموت ! فهل ما يطلبه الفرد، اذا صاغ دنيا بأفضل ما يمكن، خسارة للآخرة ؟ ... ان عبارة " الدنيا مزرعة الآخرة "، تحمل في ذاتها رسالة الثورة، اي، اننا يجب أن نعيش هنا، على أحسن ما يرام، لتكون آخرتنا حسنة. واضاف : ان الثورة اسست مدرسة جاءت بكافة المتدينين إلى المجال الاجتماعي ... ومن ثم ادخلتهم إلى الحياة الاجتماعية. لقد كان الإمام عارفا قبل أن يكون فقيها، وترك تراثا في مجال الأخلاق، حيث تعلم تلامذته ذلك منه، في البدء. فالتوحيد، يعني : ان هذا العالم محل عبور إلى عالم آخر، والمؤمن الحقيقي، هو الذي لا يلتزم الصمت امام الظلم. على كل إنسان ان يكون حساسا بالنسبة لكل شيئ، بالنسبة للفقر، الظلم والتفرقة، فالاتكال على غير الله تعالى يعني اعتناق: السلطة، الثروة، وترك العدالة، ورجل الدين المنضوي تحت لواء القدرة، ليس رجل دين (حقيقي). واردف مختتما : ان المتدين الذي لا يتصدى للظلم، ولا يسعى لاعادة العدالة، ويرى الفقر ولا يحث الخطى لازالته، ليس متدينا ! لذلك، فقد تحولت المساجد بعد الثورة، إلى مراكز لمساعدة أبناء الشعب.
ان النظام الماركسي كان ينظر إلى الدين بأنه (أفيون الشعوب) ! ... ولكن، وعلى غرة، انبثقت الثورة من هذا الدين ! و(كانت) عصا موسى (ع) هي عصا مقارعة فرعون ومنقذة للانسانية (وتتبلور في هذا المجال)، فحقيقة الثورة، انها حركة لاعادة المعرفة إلى الدين، لنرى، بعد ذلك تعالي ورفعة المتدينين في العالم. اننا لا نستطيع أن نكون غير مهتمين بالمجتمع ونقول سندخل الجنة يوم يوم القيامة !. ان هدف جميع متديني العالم، اذا ما اريد بناء دنيا، هو الوصول الى مستقبل افضل، واذا لم نعش بشكل صحيح، هنا، فإننا سنفتقد غد القيامة.
__القسم العربي، الشؤون الدولية، بتصرف.