ــ آية الله العظمى نوري همداني : ثمة من يحاول التقليل من اهمية تحرك الامام وانجازه / ليعلم الجميع ان الحوزة العلمية ليست مكاناً لمحاولة البعض التشكيك في اهمية الانجاز العظيم الذي تحقق على يد الامام الراحل .
ــ آية الله سبحاني : احياء ( آثار ) الامام إنما هو احياء لفكرالامام ونهجه .
موقع جماران الاخباري ـ في كلمة وجهها الى ملتقى تكريم وكلاء الامام الخميني الشرعيين ، لفت آية الله العظمى نوري همداني الى ان البعض يحاول ـ سواء عن جهل أو بدافع اللجاجة أو العناد ـ التقليل من اهمية الانجاز الذي تحقق على يد الامام الراحل ، كما ان البعض بصدد الانتقام ، غير أني احذر هؤلاء كي تعلم هذه الفئة من ان الحوزة العلمية ليست مكاناً لأن تحاول تحت ذرائع مختلفة إثارة الشكوك حول تحرك الامام و التقليل من اهميته ، علماً ان الحوزات العلمية تضطلع بمسؤولية كبرى في نشر افكار الامام العزيز . ونظراً لأهمية الكلمة نورد فيما يلي نصها :
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ ، وَ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ عَلَی سَیِّدِنا وَ نَبِیِّنَا أَبِي الْقَاسِمِ المصطفی مُحَمَّد ، وَ عَلَی أهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ سیَّما بَقیَّهَ اللهِ فِي الأرَضینَ.
بعد السلام و التحية لهذا التجمع المحترم ، الذي ينعقد تحت عنوان تكريم الوكلاء الشرعيين للامام الراحل ( رحمة الله عليه ) .
موضوع الوكالة من المبادىء المتداولة و التقاليد المتبعة ، و كانت رائجة في الامم السابقة ايضاً ، و قد صنفت مؤلفات متعددة في هذا الباب . و في زمن الائمة المعصومين ( عليهم السلام ) ، سيما بعد الامام الصادق ( عليه السلام ) ، ان شخصيات امثال : عبد الله بن جندب ، يونس بن يعقوب ، صفوان بن يحيى ، زكريا بن آدم ، علي بن مهزيار ، و الى احمد بن اسحاق الاشعري القمي ؛ و في زمن الغيبة كان نواب امام الزمان الاربعة ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) ، يمارسون دورهم تحت هذا العنوان ، و ان هذا الموضوع كان شائعاً و متداولاً في اوساط مراجع التقليد حتى يومنا هذا . و ان الامام العزيز كان يولي اهمية و دقة عالية ازاء هذا الامر الهام بالنسبة للاشخاص الذين كان يعرفهم ، او عن طريق تعريف على الاقل شخصين موضع ثقة .
و ارى من اللازم ، ضمن تكريم جميع الذين كانوا في خدمة الامام ، و بقوا على هذا الاعتقاد الى آخر عمرهم و لم يحصل اي انحراف في افكارهم ازاء نهج و فكر الامام ؛ ارى من اللازم الاشارة الى بعض الموضوعات عن هذا الفقيه الكبير .. كان الامام عالماً جامعاً للصفات و الخصوصيات الممتازة . كان احد كبار العصر البارزين في القلم و البيان ، في العلم و العمل ، العرفان و الاخلاق ، السياسة و الديانة . و بناء على ذلك و مع الاخذ بالاعتبار ما شهدته على مدى سنوات طوال ، سواء في حلقات الدرس و البحث التي وفقت لحضورها ، و في مراحل النضال ضد النظام البهلوي المستبد ، و كذلك بعد انتصار الثورة ، فان ما ادركت بنفسي و لمسته عن كثب في تلك الشخصية العظيمة هو انه كان مصداقاً لقول الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام ):
(عِبادَ اللّهِ، اِنَّ مِنْ اَحَبِّ عِبادِ اللّهِ اِلَیْهِ عَبْداً أعانَهُ اللّهُ عَلى نَفْسِهِ ) ،
( فَهُوَ مِنَ الْیَقینِ عَلى مِثْلِ ضَوْءِ الشَّمْسِ ) ، و الامام كان لديه يقين بهذا المعنى .
( و قَدْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلّهِ سُبْحانَهُ فى اَرْفَعِ الاُمُورِ ) ،
( مِصْباحُ ظُلُمات ) ؛ و الامام في ضوء هكذا عنوان كان نبراس طريق الاحرار .
( کَشّافُ عَشَوات )؛ و الامام كان كاشفاً في الامور المشتبهة . كما انه استطاع ان يجيب عن الشبهات .
( مِفْتاحُ مُبْهَمات ) ؛ ( دَفّاعُ مُعْضِلات ) ؛ ( دَلیلُ فَلَوات ) ؛ لقد استطاع الامام ان يهدي الكثير من الضالين الى طريق السعادة .
(یَقُولُ فَیُفْهِمُ ) ؛ الامام استطاع ان صدح بالحق في انحاء العالم .
( وَ یَسْکُتُ فَیَسْلَمُ ) ؛ و يصمت في المواقع الخاصة فيسلم .
( قَدْ اَخْلَصَ لِلّهِ فَاسْتَخْلَصَهُ، فَهُوَ مِنْ مَعادِنِ دینِهِ )؛ أخلص علمه لله تعالى ، كما ان الله اصطفاه لنفسه .
الامام الخميني الذي اضحى صفي الله في ضوء كل ذلك ، استطاع ان يكون مؤثراً و ان يلفت اليه انظار العالم في الغرب و الشرق ، و ان يوجد كل هذا التحول في القرن العشرين ، و ان يعرّف العالم بالقوى العظمى و قادة الاستكبار ؛ و استطاع ان يبث الامل في قلوب المستضعفين في العالم ، و ان يحقق النصر المؤزر للثورة الاسلامية .
اننا مسؤولون اليوم ازاء الامام ( رحمة الله عليه ) و ثورته ، حيث ان الجماهير كانت موضع ثقة الامام و استطاع من خلال بلورة استعدادات الجماهير ان يحقق لهذه النهضة النصر المؤزر . و بناء على ذلك لابد من الابقاء على فكر الامام و توجهاته حيّة في المجتمع ، و ان نعلم بان هذه الثورة و تحرك الامام لن يتأثرا بتقادم الايام ، بل سوف يكونان اكثر تجدداً يوماً بعد آخر .
و لابد من الالتفات الى ان طريق الامام يجب ان يستمر ، و المحافظة على هذه الثورة التي تعتبر الميراث النفيس لإمام الامة ، و وجوب العمل على تعريف العالم بافكار الامام السامية . و اليوم و بعد انقضاء سنوات من عمر الثورة ، فان آثار الامام و افكاره لم يتم تعريفها للعالم كما ينبغي ، و ان في طليعة مهام وسائل الاعلام بما فيها الاذاعة و التلفزيون العمل على التعريف بافكار الامام التي لازالت تحتفظ بطراوتها و فاعليتها ، و تحمّل اعباء هذه الرسالة .
ثمة فئة تحاول ، سواء عن جهل أو لجاجة أو عناد ، التقليل من اهمية عمل الامام ، و أخرى بصدد الانتقام ، غير اني احذر هذه المجموعة و ينبغي ان تعلم بان الحوزة العلمية ليست مكاناً بان يحاولوا تحت ذرائع مختلفة اثارة الشكوك حول الحركة الكبرى التي اقدم عليها الامام و محاول تضعيفها . كما ان الحوزات العلمية تتحمل مسؤولية كبرى في العمل على نشر أفكار الامام العزيز .
ان موضوع ولاية الفقيه التي حاول هذا الفقيه الكبير ترجمتها على ارض الواقع ، يستحوذ على الاهتمام ، و ان كلام الامام في صحيفة النور ، التي تعتبر باعتقادي الكتاب الذي يرسم معالم الطريق ، ينبغي ان يحضى بالعناية والاهتمام ، و محاولة صيانة هذه الثورة العظيمة التي فجرها الامام الراحل و قادها الى النصر ، و اضحت أمل كل المستضعفين ، و مدعاة لقلق و اضطراب كل المستكبرين ، و المحافظة عليها ، و دعم و تقوية هذه المسيرة التي تواصل تقدمها بقيادة قائد الثورة المعظم بنفس الهيبة و العظمة .
و في الختام ارى من اللازم ان اتقدم بالتشكر و التقدير الى كافة الاعزة الذي عملوا على تنظيم هذا الملتقى ، و ان اتقدم مرة اخرى بفائق الاحترام الى الروح السامية لاستاذي الكبير الذي كان يتمتع بقلب بسعة البحر ، و ارادة برسوخ الجبل ، سائلاً الله تعالى التوفيق للجميع .
حسين نوري همداني
17 / 8 / 1402
---------------------
القسم العربي ، الشؤون الدولية