غزة.. حين يصنع الصمود انتصارًا ويسطر التاريخ ملحمة

غزة.. حين يصنع الصمود انتصارًا ويسطر التاريخ ملحمة

على مدى 471 يومًا، كانت غزة تخوض معركة وجود أمام آلة الإبادة والتصفية العرقية الصهيونية؛ لم تكن مجرد حرب أخرى في سجل الحروب، بل كانت محاولة ممنهجة لاقتلاع شعب كامل، لطمس هويته، ولإخماد صوته الذي ينادي بالحق والحرية. ومع ذلك، فقد خرجت غزة منتصرة، ليس فقط على أعدائها، بل على كل معاني اليأس والانكسار النصر في تلك الأيام العصيبة، حملت غزة راية الصمود عن العالم أجمع، تحولت من مجرد شريط ساحلي صغير إلى رمز عالمي للثبات والإرادة. واجه أهلها المحن بجسارة استثنائية، وتحولوا إلى مدرسة في التضحية والإيمان بالحق، أطفالها الذين عاشوا تحت القصف كانوا جيلًا يصنع الأمل، نساؤها اللواتي ودّعن أحباءهن كنَّ أعمدةً للصبر، وشيوخها الذين شهدوا الأهوال ظلوا واقفين، يعلّموننا أن العزيمة لا تعرف الشيخوخة .

إن ما عاشته غزة ليس مجرد حرب على الأرض، بل هو صراع على الوجود والكرامة.. حاولت قوى العدوان الصهيونية أن تطمس هوية هذا الشعب، أن تكسر روحه، لكن غزة أثبتت أن الروح الحرة لا تُقهر!
كل شهيد، كل جريح، كل منزل، مستشفى، مدرسة.. كل شيء هدمته آلة العدو الصهيوني، كان شاهدًا على الجريمة، لكنه في الوقت ذاته كان شهادة على عظمة هذا الشعب الذي يرفض أن يُنسى 
اليوم، ونحن نهنئ غزة ومقاومتها وشعبها بهذا الانتصار، نعلم أن التهنئة وحدها لا تكفي، بل يجب علينا أن نستلهم من صمودها دروسًا في الثبات والتضحية، وأن نرفع أصواتنا دعمًا لها ولحقها المشروع، فغزة ليست مجرد مدينة خرجت من حرب، بل هي أيقونة للكرامة الإنسانية التي ترفض الإذعان للظلم مهما بلغ طغيانه.
غزة علّمتنا أن العدالة قد تتأخر لكنها لا تُهزم، علّمتنا أن المعجزات تصنعها الشعوب التي تؤمن بحريتها، علّمتنا أن النصر الحقيقي لا يُمنح، بل يُنتزع بثمن باهظ من التضحيات.
في تلك الأيام العصيبة، حملت غزة راية الصمود عن العالم أجمع، تحولت من مجرد شريط ساحلي صغير إلى رمز عالمي للثبات والإرادة. واجه أهلها المحن بجسارة استثنائية، وتحولوا إلى مدرسة في التضحية والإيمان بالحق، أطفالها الذين عاشوا تحت القصف كانوا جيلًا يصنع الأمل، نساؤها اللواتي ودّعن أحباءهن كنَّ أعمدةً للصبر، وشيوخها الذين شهدوا الأهوال ظلوا واقفين، يعلّموننا أن العزيمة لا تعرف الشيخوخة.
اليوم، يحتفي العالم بهذا النصر العظيم، لكنه ليس احتفالًا عابرًا، إنه اعتراف صادق بعظمة شعب واجه المستحيل وانتصر؛ فغزة لم تخرج فقط من تحت الأنقاض، بل وقفت شامخة، تُعيد تعريف مفهوم النصر، ليس النصر في عدد الصواريخ التي تُطلق أو المساحات التي تُحتل، بل هو في قدرة الإنسان على أن يظل ثابتًا على مبادئه، متمسكًا بحقه، حتى لو تآمر عليه العالم أجمع.
سلامٌ لغزة، ولأرضها التي أنبتت الأبطال، ولشعبها الذي كتب بدمائه أروع فصول التاريخ، سلامٌ لهذه المدينة التي أثبتت أن الحق، مهما حاصرته الظلمات، سيظل نورًا يهدي البشرية، وليبقَ انتصار غزة شاهدًا حيًّا على أن العدل قد يتأخر.. لكنه لا يموت .
---------------------------
مجاهد السلالي ، كاتب و صحفي . 
نقلا عن (الجزيرة _ مدونات ) ٢٢ كانون الثاني ٢٠٢٥ . القسم العربي ، الشؤون الدولية .

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء