نداء إذاعي- تلفزيوني للامام الخميني (قدس سره)للشعب الايراني بمناسبة حلول السنة الجديدة
التاريخ 1 فروردين 1360 ه-. ش/ 14 جمادى الأولى 1401 ه-. ق
المكان: جماران، طهران
المناسبة: حلول السنة الجديدة- عيد النوروز 1360 ه- ش
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
أبارك حلول السنة الجديدة لجميع مسلمي العالم والشعوب المظلومة الواقعة تحت ضغط القوى العظمى ولشعب إيران المجاهد. بورك لك أيها الشعب الناهض واليقظ الذي دخلت الساحة بجميع قواك في مقابل القوى الكبرى التي عبأت قواها ضدك. وكما كنتم في بداية النهضة متحدين ومتعاضدين، اليوم أيضاً في هذه السنة الجديدة انتم متحدون. وآمل أن تكونوا متآخين أكثر من الماضي ومتفقين في الفكر والجهاد.
مبارك لنا ذلك اليوم الذي تتحطم فيه سلطة ناهبي العالم عن شعبنا المظلوم وسائر الشعوب المستضعفة، وتتولى فيه الشعوب جميعها تقرير مصيرها بيدها وتستيقظ فيه الدول وترى انها تمتلك كل تلك الوسائل والافراد والقوى البشرية وكل تلك الأراضي الشاسعة والثروات الطبيعية. اننا لم ننتبه إلى قوانين الإسلام التي عقدت الأخوة «1» بين جميع المسلمين ودعت الجميع للاعتصام بحبل الله «2» والتبعية لخط الإسلام.
وأنا آمل في هذه السنة الجديدة من شعبنا وحكومتنا وجميع من له علاقة بإدارة البلاد من العسكريين والمدنيين أن يكونوا جميعاً متآخين. وهذه نعمة كبيرة يعبر عنها القرآن بأنها نعمة الأخوة، واعتبر أن نعمة الأخوة هذه توجب لنا النجاة من جميع المصائب. أنا آمل في هذه السنة الجديدة أن يكون الجميع متآخين مع بعضهم وأن يتقدم الجميع بمصالح البلاد إلى الأمام وأن يقطعوا أيدي القوى الكبرى عن وطنهم. وعلى جميع مسلمي العالم أن ينتبهوا للآية القرأنية الكريمة التي تدعو المسلمين إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله الذي هو الإسلام. على الجميع أن ينتبهوا وأن يجتمعوا في هذه السنة الجديدة المباركة والميمونة تحت راية الإسلام العزيزة. وأن
يتوحدوا جميعاً لقطع أيدي القوى الكبرى التي لا تفكر بشيء سوى مصالحها ونهب ثروات الشعوب الضعيفة. لتكون الشعوب والدول الإسلامية مجتمعة مع بعضها؛ ولتتآخى جميعاً وتتساوى...
اننا نامل أن تكون هذه السنة سنة الأخوة الإيمانية ووحدة الكلمة، وسنة العودة إلى ما كان في أوائل النهضة كما هو مشهود بحمد الله، وأن تزداد هذه الوحدة وتُحكم وأن يكون جميع أبناء هذه البلاد في صدد خدمة الوطن وخدمة الإسلام والوطن الإسلامي، لتكون هذه السنة الجديدة كلها اعياد نيروز وأن يتحقق انتصار الإسلام إن شاء الله، وأن تتمكن جميع الأقليات الموجودة في البلاد؛ الأقليات الدينية الموجودة في بلادنا والمعترف بها أن تتمكن من العيش تحت لواء الإسلام برفاه وطمأنينة...
سنة سيادة القانون
وأنا آمل أن يجعل الله هذه السنة سنة رحمة، سنة بركة، سنة صفاء، سنة أخوة، وسنة مساواة. وأن يجتمع جميع الشعب والدولة والمسؤولون جميعاً وأن يعملوا جميعاً على تهيئة وتوفير جميع ما يحتاجه الوطن بالسلامة والسعادة. وأن يحولوا دون الأعمال غير اللائقة التي تحصل في البلاد والتي تحدث في أي ثورة. وأن تكون بلادنا في السنة القادمة وفي هذه السنة التي نحن فيها بلاداً يسودها القانون فقط. وأن لا يسود شيء آخر غير القانون وأن يعمل الجميع بالقانون وأن لا يعمل أحد خارج حدود القوانين. وأن يعمل الجميع في حدودهم.
وأن تكون السعادة والسلامة لجميع المسلمين وخصوصاً لبلدنا وللعراق إن شاء الله وأن تتنحى جرثومة الفساد «1» جانباً وأن يتحرر منه مسلمو العراق وإيران وأتمنى السعادة والسلامة للجميع.
وإن شاء الله تحرّر فلسطين وبيت المقدس ويعود مسجد جميع المسلمين إلى حالته الأولى ويدفع الله شر الظالمين والجائرين عن المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج14، ص: 181-180