بعد ما قام الشعب الايراني بمسيرة كبرى في عيد الفطر من عام1398 ه- ق ضد النظام المستبد اعقب ذلك بمسيرة حاشدة عظمى بعد يومين صدر خلالها بيان يطالب بازالة النظاام الملكي و تاسيس حكم الاسلامي مكانه و قد شملت المسيرة المذكورة اضافة الى طهران كافة المحافظات الايرانية و اظهرت مشاهد رائعة لتاييد الشعب للبرنامج النظالي الذي يقوم به الامام(قدس سره) و على اثر ذلك وفي الساعات المتبقية من اليوم الثالث من شوال 1398 ه- ق . اعلنت الاحكام العرفية لمدة ستة اشهر في طهران و احدى عشرة مدينة اخرى.. و في اليوم الرابع من شوال 1398 ه- ق .حدثت المجزرة الرهيبة في ساحة الشهداء والشوارع الممتدة اليه والتي ذهب ضحيتها الكثير من ابناء الشعب فوجه الامام (قدس سره) النداء التالي الى الشعب مستنكراً فيه ما قام به جلاوزة الشاه و داعياً الى استمرار النضال و انضمام الجيش الى صفوف الشعب في نضاله:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَ بَشّرِ الصابِرينَ* الّذينَ اذا اصابَتْهُمْ مُصيَبةٌ قالوا انّا للَّه و انّا الَيْهِ راجِعُونَ* اولئِكَ علَيهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ اوُلئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) سورة البقرة: الاية 155- 156.
أتحتاجون يا أبناء الإسلام الأعزاء إلى العزاء وقد عزّاكم الله؟ ولكنّي أُعزّي مسلمي العالم عامّة وأسر الضحايا خاصَّة عن وليِّ العصر إمام الزمان بمصيبة الرابع من شهر شوال عام 1398 ه- ق الموافق 17 من شهر شهريور. وكما أهنئهم بذلك ايضاً، ويشهد الله أن ابني مصطفى الذي نحن على أعتاب الذكرى السنوية لوفاته لم يكن وحدَه عزيزاً عليّ، بل جميع هؤلاء المخضّبين بدمائهم في حادثة شوال هم عندي مصطفى.
إنني أهنّئ الآباء والأمّهات والآل باستقامة أبنائي الذين هم أبناؤهم، وقد رزقوا الشهادة في سبيل الله- تعالى- وإنَّ قتلًا كهذا من أمنياتي، وهو مبعث الفخر، وعسى أن يكون ذلك قريباً. والفرج الالهي وانتصار الحق على الباطل أقرب من ذلك، فعلينا منذ اليوم أن نقف جميع أعمالنا عليه أيّاماً لا دائماً، فالظالم سيسقط قريباً.
لا تُسرعوا في فتح الحوانيت والمعامل، حاولوا تعزيز معنويات الضعاف منكم وإيمانهم، والله هو الرزاق، ووقف الأعمال أيّاماً لا يؤدّي إلى الجوع والموت، فالعزّة والغنى بيد الله- تعالى- ولا تخافوا الموت، لأن الحياة والموت بيد الله- تعالى- واصلوا إضرابكم، فإن الفرج الإلهي قريب.
روح الله الموسوي الخميني
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج3، ص: 393