اصدر قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بيان تعزية بمناسبة ارتحال العالم الديني المجاهد آية الله محمد رضا مهدوي كني رئيس مجلس خبراء القيادي الذي توفى يوم الثلاثاء في طهران،وفي ما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
ببالغ الأسى والأسف تلقينا نبأ ارتحال العالم المجاهد والمتقي آية الله الشيخ محمد رضا مهدوي كني رضوان الله عليه عن دار الفناء ، والذي ترك الالم في قلوب محبيه .
ان هذا العالم الجليل كان من اوائل المناضلين في درب الثورة المليء بالصعاب ومن الشخصيات المؤثرة وانصار نظام الجمهورية الاسلامية ومن الاوفياء الغيارى والصادقين للامام الخميني الراحل ، ولقد كان له دور فعال وشارك بشجاعة في كل ما شهدته البلاد ابان الثورة الاسلامية .
ان الفقيد الكبير قد ظهر كعالم دين ورجل صادق في السياسة وثائر صريح في كل مكان وزمان منذ التحاقه بمجلس الثورة ومن ثم تشكيل اللجان الثورية الى تصديه لمنصب وزير الداخلية وقبوله لتصدي منصب رئاسة الحكومة حتى دخوله لمعترك انتاج العلم وتربية الشباب الصالحين وتأسيس جامعة الامام الصادق (ع) وامامة صلاة الجمعة في طهران واخيرا رئاسة مجلس خبراء القيادة ، ولم يسمح ابدا بتأثير الأمور الشخصية والغايات الفئوية والحزبية في مجال عمله الواسع والمؤثر .
ان هذا الانسان الكبير والمتقي استخدم كل ثقله للدفاع عن درب الثورة والنظام الاسلامي خلال العقود الماضية ، فرحمة الله ورضوانه عليه .
انني أتقدم بالعزاء لعائلة الكريمة وأخيه الفاضل والشعب الايراني وعلماء الدين العظام وكل محبيه وتلاميذه ومن تربى على يده ، سائلا المولى القدير علو درجاته .
كما قدم رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيخ حسن روحاني تعازيه لقائد الثورة الاسلامية ومجلس خبراء القيادة والحوزات العلمية والجامعات والشعب الايراني اجمع بوفاة رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله مهدوي كني معلنا الحداد ليومين.
واشار الرئيس روحاني في رسالة التعزية التي وجهها لاسرة آية اللة مهدوي كني الى الدور الهام للفقيد قبل انتصار الثورة الاسلامية ولدى انطلاقها وفي مراحلها المختلفة والنهج المعتدل الذي سار عليه وقال ان حكمه وتدبير آيه الله مهدوي كني جعلته ملهما لتواقي طريق الحق والهداية.
وتطرق الى دور آية الله مهدوي كني الهام في حماية الثورة وانجازاتها وارساء اسسها قائلا ان الفقيد عمل جاهدا لتثبيت دعائم الاسلام المحمدي الاصيل سائرا على نهج الامام الخميني (رض) ووقف جنبا الى جنب قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي.
وبهذا الحدث الاليم اعلن الرئيس روحاني الحداد العام يومين راجيا العلي القدير أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته.
من جانبه اصدر حجة الاسلام السيد حسن الخميني حفيد سماحة الامام رسالة تعزية بمناسبة رحيل الشيخ مهدوي كني و قال أن الشيخ مهدوي كنى بقى على العهد مع الامام الخميني حتى آخر أيام من حياته.
و كان قد لبى رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله محمد رضا مهدوي كني صباح الثلاثاء دعوة ربه بعد صراع مع المرض استمر بضعة اشهر.
وجاءت وفاة آية الله مهدوي كني بعد دخوله في حالة غيبوبة لنحو 5 أشهر بعد تدهور حالته الصحية و ذلك بعد مشاركته في مراسم ذكرى رحيل الامام الخميني قدس سره الشريف، هذا واعلنت ايران الحداد العام لمدة يومين على روح الفقيد.
وآية الله مهدوي كني كان من ابرز رواد المكتب الفقهي والسياسي والعرفاني للامام الخميني (قدس سره) وعلماء كثر آخرين كآية الله الشيخ علي اكبر برهان والحاج الشيخ عبد الجواد سدئي (جبل عاملي) وصدوقي وسلطاني ومجاهدي ورفيعي قزويني وشعراني والعلامة طباطبائي واية الله بروجردي واية الله كلبايكاني.
هذا فولد آية الله مهدوي كني عام 1931 في منطقة 'كن' الواقعة شمال غربي طهران. وتولى رئاسة مجلس خبراء القيادة منذ عام 2010 ومنصب الامين العام لرابطة علماء الدين المناضلين (روحانيت مبارز).
كما تولي رئاسة جامعة الامام الصادق (ع) وكان استاذا لمادة الاخلاق الاسلامية في هذه الجامعة.
وكان قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 من علماء الدين المناضلين ضد الحكم الملكي البائد وتعرض عدة مرات للاعتقال والتعذيب والسجن والنفي لنشاطاته السياسية والثورية في ذلك العهد.
وبعد الثورة كان واحدا من علماء الدين الخمسة الذين شكلوا النواة الرئيسية لمجلس قيادة الثورة.
وعين بعد ذلك وزيرا للداخلية (في حكومة مجلس قيادة الثورة وحكومة الشهيدين رجائي وباهنر) ورئيس الوزراء بالوكالة (بعد اغتيال الشهيدين رجائي وباهنر).
وبعد مشاركته في مراسم احياء الذكرى السنوية لرحيل الامام الخميني (رض) يوم 4 حزيران/يونيو 2014 اصيب بجلطة قلبية نقل على اثرها الى المستشفى.
وكان آية الله مهدوي كني قد تلقى دراسته الديني على يد علماء كبار بمن فيهم آية الله الشيخ علي اكبر برهان والحاج الشيخ عبد الجواد سدئي (جبل عاملي) وصدوقي وسلطاني ومجاهدي ورفيعي قزويني وشعراني والعلامة طباطبائي وآية الله بروجردي وآية الله كلبايكاني والامام الخميني.
وصدرت له مؤلفات عديدة منها 'نقطة البداية في الاخلاق العملية'، 'اصول ومبادئ الاقتصاد الاسلامي في القرآن'، 'عشرون حديثا' و'شرح دعاء الافتتاح'. كما صدرت مذكراته عن مركز توثيق الثورة الاسلامية.
وتولى آية الله مهدوي كني بعد انتصار الثورة الاسلامية مناصب ومهام عدة بما فيها:
عضو النواة الاولية لمجلس قيادة الثورة، عضو لجنة استقبال الامام الخميني (رض)، مسؤول لجنة الثورة الاسلامية (المعروفة باسم كميته انقلاب اسلامي بوصفها اول مؤسسة ثورية تولت مسؤولية حماية الثورة)، احد الاعضاء الفقهاء في مجلس صيانة الدستور (مرتان)، وزارة الداخلية في حكومتي الشهيدين رجائي وباهنر، رئيس الوزراء بالنيابة بعد اغتيال الشهيدين رجائي وباهنر، عضو لجنة الثورة الثقافية، عضو المجلس الاعلى للثورة الثقافية، عضو مجلس مراجعة الدستور، رئيس مركز شؤون المساجد، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، عضو مجلس خبراء القيادة ومن ثم رئيسه.