ماهو الاصل في تلفيق "الجمهورية" و"الاسلامية" في تسمية الحكم الجديد في ايران؟
الجواب:
كان تعيين النظام السياسي في البلاد، من اهم المسائل، بعد انتصار الثورة الاسلامية عام 1357هـ.ش.(1979 م)، حيث عرضت تيارات فكرية وقوى سياسية واجتماعية، نظريات مختلفة في هذا المجال، بشكل نماذج للحكم السياسي الآتي. فقد طالبت بعض التيارات السياسية بان تكون الحكومة جمهورية اوجمهورية ديموقراطية، والبعض الآخر رأى بان تكون جمهورية اسلامية ديمقراطية وقال أخرون بان تكون جمهورية اسلامية، وقوى اخرى دعت الى ان تكون حكومة اسلامية، الاّ انّ الامام الخميني(قدس سره) ذكر، انّ نوع الحكومة الآتية، بعد انتصار الثورة الاسلامية، سيكون جمهورية اسلامية، وذلك، خلال بعض مقابلاته الصحفية، قبل وبعد انتصار الثورة الأسلامية، وانه يتوجب عرضه لمصادقة الشعب عليه. كان ذلك، اي ماقاله الامام(قدس سره)، بخمسة اشهر قبل انتصار الثورة الأسلامية في 22/11/1357هـ.ش (11/2/1979 م).(صحيفة الامام،ج3،ص430).
انّ اقتراح الجمهورية الأسلامية الذي قدمه الامام الخميني(قدس سره)، يتكون من كلمتين: كلمة "الجمهورية" وكلمة "الاسلامية"، حيث انّ كلمة "الجمهورية" تُشير الى نوع الحكومة المقترحة وكلمة "الاسلامية"حيث انّ كلمة "الجمهورية" تُشير الى نوع الحكومة المقترحة وكلمة "الاسلامية" تُشير الى مضمون الحكومة، اى، يُقترح ادارة الحكومة حسب اصول وتعاليم الأسلام، وتتحرك ضمن اطار الأصول الاسلامية. في الفكر السياسي للأمام الخميني(قدس سره)، "الجمهورية" هي صورة النظام من حيث القانون، ويتم تعيين ذلك بواسطة ابناء الشعب انفسهم، بالاعتماد على الغالبية، اى، انه في الحقيقة،"الجمهورية" هي اطار وشكل الحكومة و"الأسلامية"هي مضمون ذلك الأطار الذي يتمثل بالقوانين الالهية. لذلك، فـ "الجمهورية الاسلامية" ترتكز على اصلين:
اصل الاحكام الالهية وهي، حقيقةً تُعيّن حدود وثغورالحكومة، واصل الاعتمادعلى رأى الشعب الذي يُعيّن شكل مكانة(شأن) جمهورية النظام.
ولتوضيح ذلك، نُشير، فيمايلي، الى بعض ماتطرق اليه الامام(قدس سره):
نحن دعاة جمهورية إسلامية، فالجمهورية تشكل الهيكل والقالب للحكومة الإسلامية تعني أن محتوى ذلك القالب أي: القوانين الإلهية. (صحيفة الامام، ج5، ص269)
سنخضع النظام الجمهوري للتصويت العام. (صحيفة الامام، ج5، ص98)
ونظراً إلى ان شعبنا شعب مسلم ويثق بنا، فمن هذه الناحية نحن نتوقع ان يصوت لصالح اقتراحنا. اننا سنؤسس الجمهورية الإسلامية بناءً على استفتاء عام لاراء الشعب. (صحيفة الامام، ج4، ص332)
بالنسبة للجمهورية، فهي بالمفهوم المتداول للجمهورية في كلّ مكان، لكن هذه الجمهورية تستند إلى دستور هو قانون الإسلام. أننا نقول جمهورية إسلامية لأن شروط الانتخابات وكذلك الأحكام التي تطبق في إيران، تستند إلى الإسلام. غير أن الانتخاب يكون بيد الشعب، ونوع الجمهورية هو ذات المفهوم الجمهوري المتداول في كلّ مكان. (صحيفة الامام، ج4، ص344)
اقامة جمهورية إسلامية تستند إلى القوانين الإسلامية وآراء الشعب الذي اغلبيته مسلمة، وتطبيق الاحكام الإسلامية، وادارة البلاد في ضوء تعاليم الإسلام واحكامه. (صحيفة الامام، ج4، ص327)