س: لوتفضلتم واعربتم عن رؤية سماحة الامام حول الشعر والشاعرية؟
ج: مَن تكن له معرفة بآداب العالم الاسلامي، العرفانية، يعلم انّ كثيراً من المواضيع العرفانية جاءت على شكل شعر... من العطار وجامي ونظامي الى مولانا (الباعث على الطرب)، المرح، وحافظ لسان الغيب. في اغلب كتب الامام (قدس سره) الاخلاقية، العرفانية، تصطدم، احياناً، باشعار رفيعة منقولة ومشروحة، او شرح معقد لموضوع غامض، استعانةً ببيت! شرحها سماحته وسهّل فهمها، وكان ينظر الى الشعر، بصورة (جعلته) يقول فيه "انّ لغة الشعر ارفع لغة" (ص امام، ج 17،ص 310) .. وبما انه، لاوجود لِلُغة ارفع من لغة الشعر، فقد جاء في القرآن الكريم، انّ القرآن ليس شعراً والنبي (ص) ليس بشاعر! اي، لا يُوجد كلام ارفع من الشعر يمكن ان يُقاس به القرآن الكريم! وبالطبع فلا قياس لذلك!... فالشعر ارفع لغة عند الانسان، اما القرآن فهو لغة الله تعالى. لقد نظّم الامام الخميني (قدس سره)، منذ حداثة سِنه، اشعاراً كثيرة، فُقدت، وقسم من تراث وكتابات الامام(بخطّه)، سُرقت، خلال حملة قُوى امن النظام البهلوي ولم يتم العثور عليها او اعادتها... من بينها اشعاره... ولم يكن سماحته، في ايامه الاخيرة، غافلاً عن ذلك رغم مشاغله الكثيرة، لأنّ بعض مالم يُمكن بوحه، من الكلام الرفيع، بالنثر، يُمكن البوح به بالنظم ليصبح خالداً ويتعدي المكان والزمان!.
من الجدير بالذكر، انّ ديوان شعر سماحته (قدس سره) يُعتبر من اكثر دواوين الشعر من حيث البيع والشراء في الأونة الاخيرة. انّ الامام بماكان يمتلكه من رؤية شمولية رفيعة، كان يعتقد بأن لغة الشعر والادب العالية، يجب ان تُستخدم بالتزام، في خدمة الشعب.
تعريب بتصرف: د. سيد حمود خواسته، قسم الشؤون الدولية.