س- بأي مسألة وشخصية تربوية للأمام الخميني، ترتبط شجاعته (قدس سره)؟
ج – يعتقد الامام الخميني(قدس سره)، بأن الاخلاق ترتكز على اربع قواعد:
الشجاعة، العفة السخاء والعدالة. وحصول اية فضيلة، تتمحور على قاعدتين من هذه الصفات على اقل تقدير، احداهما ثابتة وهي العدالة. كمثال، اذا ما ظهر سلوك عند فرد يُشير الى التهور، فان ذلك لايُعد شجاعة الاّ اذا اقترن بالعدالة. نظير، ان شخصاً دون الاستعداد والاطمئنان من انه يستطيع القفز من ارتفاع عالٍ الى الاسفل، ويقوم بذلك...! عمله هذا لايُعتبر شجاعة بل(تهوراً)! او، ان يكون شخص ما جسوراً ولايلتفت الى عاقبة مايقوم به، ويتخذ خطوات عجيبة وغريبة.. يُعد جسارة لاشجاعة! وكذلك، فرد يرتكب معاصياً وذنوباً، ليس، فقط، لا يستحي من الله تعالى فيها، بل ولا من الرأي العام ايضاً.. هذا الفرد لايُمكن تسميته شُجاعاً بل هو فاسق وفاجر!.. الشجاعة صفة اخلاقية تبعث على ان لايخشي انسان البوح بالحقيقة .. ينصاع الى كلام الحق ويخضع له، واذا ما اخطأ في مكان ما، يجرؤ على الاعتراف بالخطأ، ولا يأبه عند مواجهته لأوغاد لا يُعيرون اهمية لحقوق الأخرين.. ولديه قدرة بيان الحقيقة اذا ما اقتضت المصلحة العامة، ويؤدي واجباته على افضل وجه ولو كان في ذلك خطر عليه! .. كذلك اذا ماقام افراد بتأدية الواجب والوقوف بوجه العدو بصلابة وان كان خطيراً، لاقتضاء المصلحة العامة، فان عملهم هذا، يُعد شجاعة وبطولة. اما اذا كان على العكس من ذلك ويُلحِق الضرر بالشعب، فهو تهور!.
من الجدير بالذكر، ان بعض الصفات المذكورة اللاه، وراثية، كالجمال والذكاء الغريزيين اللذين يتواجدان عند الافراد بِنِسَب مختلفة.. وكالشجاعة ايضاً والحياء والعِفّة. ان بعض ماكان يُشاهد من الشجاعة في اخلاق الامام الخميني (قدس سره)، (كان) وراثياً .. لانه تمتع بوالد وجد واسلاف شُجعان. كان قسم من شجاعته مكتسباً، فقد تربى في بيت كبير، اكثر ساكنيه شُجعان... الاّ ان القسم الاكبر من الشجاعة، حصل عليه بالسعي لتهذيب النفس والسلوك، في درجات تحقق التوحيد الحقيقي في ذاته، وكذلك تقوية حب الحسنات والركون الى زخارف الدنيا بأقل مايُمكن. هذه العبارة، التي جاءت في كتاب (آداب الصلاة- ص 49)، هي اقصر وادل عبارةعلى ذلك، حيث ذكر ان:
الشجاعة، العفة، السخاء والعدالة وهي مبدأ كل الفضائل النفسانية، لاتقترن بحب الدنيا.