قال قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي إن الإمام الخميني الراحل (رض) كان له ابداعات كثيرة منها تأسيس الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وفي كلمته اليوم الجمعة بمناسبة الذكرى 32 لرحيل الإمام الخميني (رض) قال سماحة القائد، وصل الرابع عشر من خرداد، وامتلأت أجواء البلاد بذكرى تلك الشخصية العظيمة وهذا الرجل العظيم والزعيم الذي لا يمكن تعويضه. هذا القلب الرقيق وهذه الإرادة الفولاذية. هذا التصميم المليء بقوة الإيمان العميق والواضح، و هذا الحكيم. كان للإمام الخميني (رض) مبادرات كثيرة ، لكن الجمهورية الإسلامية من أهم مبادراته. هذه هي نفس الديمقراطية الدينية التي تم الاعتراف بها على أنها الجمهورية الإسلامية ولقب النظام الناشئ عن فكر وإرادة الأمة الإيرانية وقيادة الإمام العظيم.
الإمام الخميني(رض) أدخل نظرية الجمهورية الإسلامية في النظريات السياسية في العالم
و أكد سماحته أنه كان العمل العظيم للإمام الخميني(رض) أنه ابتكر هذه الفكرة أي الجمهورية الإسلامية ، وأدخلها في مجال النظريات السياسية المختلفة، وفي ذلك الوقت، كانت هناک نظريات سياسية مختلفة في الشرق والغرب. ان الامام الخمینی لم يبتكر نظرية الجمهوریة الإسلامية فحسب، بل حققها و أخلق نظام الجمهورية الإسلامية. هذا هو العمل العظيم للإمام.
كان الإمام الخميني(رض) مؤمنا بقدرة الشعب
و حول شخصية الإمام الخميني (رض) قال : كان الإمام رضوان الله تعالى رجلاً عظيماً من عدة جهات؛ بما في ذلك من حيث المعرفة الدينية. كان أساس إنشاء هذه النظرية وتحقيقها هو معرفته العميقة بالإسلام. كان ملما بلإسلام ويعرف أن السيادة الإسلامية مرتبطة برسالة الإسلام الرئيسية وكان له إيمان عميق بالناس.كان الإمام الخميني العظيم يؤمن بالناس وقدرات الشعب وتصميمه. في عام 1962 ، في بداية الحركة ، تطرق الإمام الخميني إلى القضايا السياسية الراهنة في ذلك الوقت، مشيرًا إلى "صحراء الحزن" ، وقال إننا إذا قمنا بدعوة الناس ، فسوف يملأون الصحراء. و ما كان يتصور أحد في ذلك الوقت مواكبة الشعب لمثل هذه الحركة .
و صرح قائد الثورة أنه ،من بين أنظمة الحکم في العالم والأنظمة الثورية والأنظمة التي تشكلت في القرن أو القرنين الماضيين ، لا أعرف نظاما يُتوقع انهياره أكثر من الجمهورية الإسلامية .فمنذ اليوم الأول لتشكيل الجمهورية الإسلامية ،کان الأعداء والذين ما کانوا يستطعیون استيعاب هذه الظاهرة العظيمة وتحملها، کانوا یقولون ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستزول في غضون شهرين ، و بعضهم کان یقول انها تزول بعد ستة أشهر أو بعد سنة أخرى و سیتم انهیارها.
الثورة الاسلامية لم تسقط وتضمحل خلال العقود الماضية بل أصبحت أكثر قوة وتقدما يوما بعد يوم
و أوضح الإمام الخامنئي أن الثورة الاسلامية لم تسقط وتضمحل خلال العقود الماضية بل أصبحت أكثر قوة وتقدما يوما بعد يوم.
و في معرض إشارته إلى سر صمود الثورة الإسلامية قال: إن سر صمود الثورة الإسلامية يكمن في تلازم الجمهورية والإسلامية أي حكم الشعب والإسلام و إن صمود الإمام الخميني (رض) وانتصارات الشعب الايراني خلال الحرب المفروضة أبطل جميع التكهنات بشأن فشل الثورة الاسلامية.
و صرح سماحته أن الإمام الخميني(رض) كان يؤمن بقوة الشعب وقدراته وصموده ووفائه.
الثورة الاسلامية شجرة ضخمة وصلبة لا طوفان أو إعصار يستطيع اقتلاعها
واردف الإمام الخامنئي: ان الثورة الاسلامية اليوم شجرة ضخمة وصلبة ولا طوفان أو إعصار يستطيع اقتلاعها، اعتبر الامام الخميني (رض) كلمتي "الجمهورية" و"الاسلامية" فاتحة لحلّ مشاكل البلاد، مؤكدا ان الاسلام يدعو الى العدالة و مكافحة الاستكبار والفساد.
واضاف قائد الثورة: ان سيادة الشعب تطبق اليوم في الانتخابات، وان الامام الخميني (رض) كان يعتبر أن للتقصير في المشاركة في الانتخابات تداعيات دنيوية.
وأكد سماحته ان الشعب الإيراني أفشل المؤامرات التي كانت تُحاك ضدّه، مشيرا الى أعداء الشعب مارسوا مؤامرات أمنية وسياسية واقتصادية وباءوا بالفشل.
وقال سماحته: نعيش اليوم في اجواء الانتخابات وهناك من يريد ان يثبط عزيمة الشعب في المشاركة.
واضاف: ان الاحباطات وسوء الادارة يجب اصلاحها عبر المشاركة في الانتخابات وليس في التخلي عنها.
يتعين على الجميع ان يعتبروا انفسهم مسؤولين عبر التواصي بالحق
واكد قائد الثورة على اهمية مشاركة الشعب في الانتخابات الرئاسية المقبلة لتصحيح بعض الأمور وانتخاب إدارة إسلامية وحكيمة قائلا ، يتعين على جميع افراد الشعب ان يعتبروا انفسهم مسؤولين عبر التواصي بالحق.
واضاف: أتوقّع من المرشحين الا أن يطلقوا الوعود التي لا يمكن تحقيقها ولا ينبغي الوثوق بمجرد الوعود والشعارات في الانتخابات، ويجب محاسبة المرشح الذي لا يفي بوعوده.
ومضي يقول: على مرشحي الانتخابات أن يكونوا صادقين مع الشعب وألا يطلقوا شعارات لا تنسجم مع معتقداتهم.
تعزيز الإنتاج المحلي هو الأساس لإنقاذ الاقتصاد
وتابع قائلا: ان الخبراء الاقتصاديين يعتبرون إن محور إنقاذ اقتصاد البلاد يتم من خلال تعزيز الإنتاج المحلي، ومكافحة التهريب والاستيراد الواسع ومحاربة من يملأ جيوبهم بالواردات، مضيفا: على مرشحي الانتخابات أن يعتبروا أنفسهم ملتزمين لمكافحة الفساد والتهريب والاستيراد الواسع.
واختتم قائد الثورة الاسلامية قائلا: ندعو أن تكون هذه الانتخابات مباركة وهزيمة للأعداء.